من اسرار القرآن الكريم ؛هل يلتقي الأبناء والآباء والأمهات والزوجات في الجنة



هل يلتقي الأبناء والآباء والأمهات والزوجات في الجنة :


&-  في قوله تعالىً : وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ. {الطور:21}


الإجابة
في الاية السابقة لاتشير لذلك أنما الأية المقصودة
في قوله تعالى:"جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ ۖ وَالْمَلَائِكَةُ يَدْخُلُونَ عَلَيْهِم مِّن كُلِّ بَابٍ (23)     "الرعد

بقلم المستشار محمد مجدي رياض عبد المنعم أدريس( ابو عبدالله ) المدينة الجوية



 الإجابــة
الحمد لله والصلاة والسلام على رسول الله وعلى آله وصحبه، أما بعـد: 
للإجابة على هذا السؤال يجب التمييز بين فئتين  على النحو التالي :



----------------------------------------------------------
الفئة  الأولي 
----------------------------------------------------------
هذه الفئة، يلتقي الأبناء والآباء والأمهات والزوجات في الجنة، وهذا فضل من الله عز وجل، وقد وعد بهذا وأخبرنا بهذا الوعد في الدنيا لتأنس قلوبنا به، ولنشمر للعمل الصالح حتى لا تكون الدنيا هي نهاية اللقاء، بل هناك لقاء أحلى وأعلى وأجل من لقاءات الدنيا، 
الشاهد :
يقول سبحانه وتعالى: أُوْلَئِكَ لَهُمْ عُقْبَى الدَّارِ* جَنَّاتُ عَدْنٍ يَدْخُلُونَهَا وَمَنْ صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ. {الرعد:22-23}. 
وقال في دعاء الملائكة للمؤمنين: رَبَّنَا وَأَدْخِلْهُمْ جَنَّاتِ عَدْنٍ الَّتِي وَعَدتَّهُم وَمَن صَلَحَ مِنْ آبَائِهِمْ وَأَزْوَاجِهِمْ وَذُرِّيَّاتِهِمْ إِنَّكَ أَنتَ الْعَزِيزُ الْحَكِيمُ  {غافر:8}.
----------------------------------------------------------
الفئة الثانية  -    
----------------------------------------------------------
&-  في قوله تعالىً : وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ. {الطور:21}

السؤال: 
هل هذه الآية تدخل من ضمن جمع شمل الاسرة في  الآخرة  وهل الانسان ينتفع بأعمال الاخريين بالرغم من ان نوح عليه السلام  تشفع في ابنه فقال له الله تعالى،،،، "انه عمل غير صالح " وقوله تعالى ،،،،  ولا تزر وازره  وزر اخرى 

الاجابة: لا    
فهي لا تدل على جمع شمل الاسرةً
فهي تدل على حال الحاق الجسد مع النفس  التي سبقت صاحبها الى الجنة  
----------------------------------------------------------
& - وكذلك القول في تأويل قوله تعالى : ( الذين آمنوا بآياتنا وكانوا مسلمين ( 69 ) ادخلوا الجنة أنتم وأزواجكم تحبرون ( 70 ) الزخرف 
 السؤال: ماالمقصود  أنتم وأزواجهم تحبرون ؟
أَحْبَرَ: (فعل)
أحْبَرَت الأرضُ : حَبِرَتْ
أحْبَرَ فلانًا : حَبَرَه
أحْبَرَت الضَّرْبَةُ جِلْدَ هُ وبه : أَبقَتْ به أَثَرًا
تَحَبُّر: (اسم)
مصدر تَحَبَّرَ
تَحَبُّرُ الجِلْدِ : تَلَوُّنُهُ بِلَوْنٍ أَزْرَقَ مِنْ جَرَّاءِ ضَرْبَةٍ أَوْ إِصَابَةٍ
حَبَرَ: (فعل)
حبَرَ يَحبُر ، حَبْرًا وحُبُورًا ، فهو حابر ، والمفعول مَحْبور
حَبَرَ الثَّوْبَ : وَشَّاهُ ، طَرَّزَهُ
حَبَرَ الخَطَّ : حَسَّنَهُ
حَبَرَ بِما رَأَى : سَرَّهُ الزخرف آية 70 اُدْخُلوا الجَنَّةَ أَنْتُمْ وأَزْواجُكُمْ تُحْبَرونَ ( قرآن )
حبَر الشَّخصَ : سرَّه وكرّمه ونعَّمه
حَبَرَ الشيءَ : زيَّنَهُ ونَمّقَهُ وفي حديث أبي موسى الأشعري : حديث شريف لو علمت أنك تسمعُ لقراءَتي لحبّرتها لك تحبيرًا /
حَبَرَ الدَّواة : ملأها بالحِبر
حَبَرَ الكتابَ : كَتَبَهُ
حَبَرَ الرسمَ : بَيِّنَه ْبالحِبْرِ
حَبَرَ البُرّدَ حَبْرًا : وَشَّاهُ وزَيَّنَه
وقد اختلف أهل التأويل في تأويل قوله : ( تحبرون )  
هل هذه الآية تدخل من ضمن جمع شمل الاسرة في  الآخرة   

الاجابة: لا ،،، 
فهي لا تدل على جمع شمل الأزواج 
وانما تدل على حال الحاق احد الزوجين ( النفس ) باللآخر ليكونا سعداء
 --------------------------------------------------------
الحكم على هذه الفئة  الثانية 
---------------------------------------------------------
في سورة الواقعة قال تعالىً: وَكُنتُمْ أَزْوَاجًا ثَلاثَةً فَأَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَيْمَنَةِ وَأَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ مَا أَصْحَابُ الْمَشْأَمَةِ وَالسَّابِقُونَ السَّابِقُونَ
فينقسم البشر في الآخرة  الى ثلاث فئات:  السابقون  واصحاب اليمين  واصحاب المشئمة
والمقصود  بقوله وتعالى:   " وكنتم  أزواجا ثلاثة" :  وذلك كقوله تعالى:  "واذا النفوس زوجت " يقول بن عباس : اي زوجت بالأبدان
الشاهد: 
المقصود بالأزواج  للفئات الثلاثة  اي "انفس وأجساد" كل فئة 

  النتيجة:
 قال تعالى " وَكَانُوا يَقُولُونَ أَئِذَا مِتْنَا وَكُنَّا تُرَابًا وَعِظَامًا أَئِنَّا لَمَبْعُوثُونَ أَوَ آبَاؤُنَا الأَوَّلُونَ  قُلْ إِنَّ ((( الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ ))) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ

الشاهد:
 ففي قوله تعالى وكنتم أزواج ثلاثة وقوله تعالى " قُلْ إِنَّ ((( الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ ))) لَمَجْمُوعُونَ
  فالفرد  بعد مماته  يتفرق الزوجين بخروج النفس لبارائها من الجسد   
- فتكون النفس هي الاولي للدار الآخرة  للحساب بمجرد الموت
-   اما  الجسد  فيبلى بالممات ليكون  هو  الآخير للدار الآخرة للحساب بالبعث يوم تنبت الاجساد  " قُلْ إِنَّ ((( الأَوَّلِينَ وَالآخِرِينَ ))) لَمَجْمُوعُونَ إِلَى مِيقَاتِ يَوْمٍ مَّعْلُومٍ

الشاهد: 
ليكون  الجمع بين الازواج ( الانفس والآجساد ) في اليوم المعلوم الذي قال تعالى عنه:
 - ": قُلِ اللَّهُ يُحْيِيكُمْ ثُمَّ يُمِيتُكُمْ ثُمَّ يَجْمَعُكُمْ إِلَىٰ (( يَوْمِ الْقِيَامَةِ )) لَا رَيْبَ فِيهِ وَلَٰكِنَّ أَكْثَرَ النَّاسِ لَا يَعْلَمُونَ (26) الجاثية

- وقوله تعالي: يَوْمَ يَجْمَعُكُمْ (( لِيَوْمِ الْجَمْعِ ۖ)) ذَٰلِكَ (( يَوْمُ التَّغَابُنِ ۗ))  وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "
النتيجة : 
 ففي يوم الجمع : هناك حالات. :
الحالة الاولي للصالحين  من فئات السابقون وأهل اليمين :- 
-------------------------------------------
- إن (صلحت النفس وصلح الجسد) يتم الجمع بينهما ليكون فردا متكاملا  ليدخل الجنة  كما ذكرت الاية " وَمَن يُؤْمِن بِاللَّهِ وَيَعْمَلْ صَالِحًا يُكَفِّرْ عَنْهُ سَيِّئَاتِهِ وَيُدْخِلْهُ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِن تَحْتِهَا الْأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا أَبَدًا ۚ ذَٰلِكَ الْفَوْزُ الْعَظِيمُ "

الحالة الثانية:- وهي (( الثلة من الأوليين والآخريين )) المستثاه
------------------------------------------------------
-  اما اذا  لم يصلح احدهما( سواء  كانت النفس او الجسد)  ولم يتب احدهما قبل الممات  فأولئك  (هم الثلة  المتقابلين على سرر موضونه )   فلم يتم جمعهما في يوم الجمع  فيسبق احدهما الاخر للجنه لصلاحه ويكون الاخر ( الغير صالح منهماً بالنار)  ليقضى  العقوبة  التي قضي بها كنتيجة (لعمله السوء) ان كان جسد او ( لظلم نفسه) لو كانت شركا  
وبعد قضاء مدة العقوبة  للمخالف منهما ليغسل  بماء الحياة  ليتجدد من جديد ليدخل الجنة  ليلحق   (بزوجه الصالح  منهما الذي سبقه للجنة  سواء كانت  من نفس او جسد )  ليكونا  متقابلين  على سرر موضونه  فلن يتم الجمع بينها أبدا ليظلا(انفس وأجساد) وهم (الثلة المتقابلين) على سرر موضونه

- فهم  الفئة الذي قال الله تعالى عنها (بالثلة)  هم الثلة المستثناة من الفئات :
قال تعالى عن الفئة المستثاة  من السابقون" ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ وَقَلِيلٌ مِّنَ الآخِرِينَ عَلَى سُرُرٍ مَّوْضُونَةٍ مُتَّكِئِينَ عَلَيْهَا مُتَقَابِلِينَ يَطُوفُ عَلَيْهِمْ وِلْدَانٌ مُّخَلَّدُونَ بِأَكْوَابٍ وَأَبَارِيقَ وَكَأْسٍ مِّن مَّعِينٍ لا يُصَدَّعُونَ عَنْهَا وَلا يُنزِفُونَ
- وقال تعالى الفئة المستثناه من أهل اليمين  قال تعالى عنها (  ثُلَّةٌ مِّنَ الأَوَّلِينَ وَثُلَّةٌ مِّنَ الآخِرِينَ
النتيجة
   & - قال تعالى:  " وَنَزَعْنَا مَا فِي صُدُورِهِم مِّنْ غِلٍّ إِخْوَانًا عَلَى سُرُرٍ مُّتَقَابِلِينَ.  {الحجر:47}.
-----------------------------------------------------
السؤال من هم الثلة المستثاه الذي لم يتم جمعهم (بين انفسهم وأجسادهم) في يوم الجمع  :
الآجابة 

هو احد الازواج للفرد ( سواء كان جسده  او نفسه  )  لم يتب ويكفر عن ذنبه وخطاياه قبل مماته   وكان  الزوج الآخر منه   صالحا  ودخل  الجنة بدون  زوجه حيث يقضي عقوبته في النار ثم  يغسل  بماء الحياه   ويدخل الجنة قال تعالى :وَالَّذِينَ آمَنُوا وَاتَّبَعَتْهُمْ ذُرِّيَّتُهُمْ بِإِيمَانٍ أَلْحَقْنَا بِهِمْ ذُرِّيَّتَهُمْ وَمَا أَلَتْنَاهُمْ مِنْ عَمَلِهِمْ مِنْ شَيْءٍ كُلُّ امْرِئٍ بِمَا كَسَبَ رَهِينٌ. {الطور:21}
ومثال ذلك كالذي يسرق بأمر وتوجيه من عقله  ،،،، ونفسه صاحبة غير راضية   عن عمله وتستغفر ربها 

الشاهد ؛
قال تعالى: وَمَن (يَعْمَلْ سُوٓءًا) أَوْ (يَظْلِمْ نَفْسَهُ) ثُمَّ يَسْتَغْفِرِ ٱللَّهَ يَجِدِ ٱللَّهَ غَفُورًا رَّحِيمًا
(النساء - 110) .
..&- (فعمل السوء مادي) ويتحكم فيه العقل بالجسد
..&- (وظلم النفس معنوي ) ويتحكم فيه النفس صاحبة الهوى

النتيجة:
 1- قال تعالى (كل أمرئ بما كسب رهين) 
...ففي التفسير جاء لفظ امرئ من مروءته أي عقله،(أنتهى)
الشاهد:
..العقل هو سائق الجسد وصاحب القرار المادي كقوله تعالى " أم تأمرهم أحلامهم " وبلوغ الحلم أي بلوغ سن الرشد للعقل

2- وقوله (وكل نفس بما كسبت رهينة).
.. فالنفس هي صاحبة الهوى وتأمر على عقلها بالسوء أو بالخير.
النتيجة : 
..النفس رهينة بشركها (المعنوي) ، 
...والعقل رهين بأعماله(المادية) 
.. وكلاهما (رجال الأعراف يعرفون بعضهم البعض  ولكن تقطعت بهم الأسباب للوصال)

الشاهد 
.. قال تعالي ( وجاءت كل نفس معها سائق وشهيد ( 21 ) لقد كنت في غفلة من هذا فكشفنا عنك غطاءك فبصرك اليوم حديد ( 22 )ق
..وذلك يوم ان تشهد الأطراف على (النفس) وعلى (العقل) سائق الجسد
فيعاتبون جلودهم بقولهما .. وَقَالُوا لِجُلُودِهِمْ لِمَ شَهِدتُّمْ عَلَيْنَا ۖ قَالُوا أَنطَقَنَا اللَّهُ الَّذِي أَنطَقَ كُلَّ شَيْءٍ وَهُوَ خَلَقَكُمْ أَوَّلَ مَرَّةٍ وَإِلَيْهِ تُرْجَعُونَ (21) فصلت 
،،،، ذلك يوم تأتي النفس بجوار الجسد وخارجه عنه ليتم المناقشة والحساب

النتيجة: 
قال تعالى : رَبَّنَا اغْفِرْ لِي وَلِوَالِدَيَّ وَلِلْمُؤْمِنِينَ يَوْمَ يَقُومُ الْحِسَابُ (41) وَلَا تَحْسَبَنَّ اللَّهَ غَافِلًا عَمَّا (يَعْمَلُ الظَّالِمُونَ) ۚ إِنَّمَا يُؤَخِّرُهُمْ لِيَوْمٍ تَشْخَصُ فِيهِ الْأَبْصَارُ (42 ) مُهْطِعِينَ مُقْنِعِي رُءُوسِهِمْ لَا يَرْتَدُّ إِلَيْهِمْ طَرْفُهُمْ ۖ وَأَفْئِدَتُهُمْ هَوَاءٌ (43)ابراهيم

السؤال كيف تكون هذه ( الفئة الظالمة)  أفئدتهم هواء يارب ؟ فلايتم الجمع بين اجسادهم وأنفسهم ابدا  على سرر  متقابلين 

التفاصيل على الرابط
بقلم المستشار/ محمد مجدي رياض عبدالمنعم ادريس (ابو عبدالله)  من ابناء المدينة الجوية

https://satelgroup777.blogspot.com/2018/03/blog-post_18.html
الله اكبر

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى قوله تعالى : "يفرقون بين المرء وزوجه"

من اسرار القرآن الكريم والانجيل الحور العين

إيضاح البيان لأسرار القرآن عن معرفة المحكم والمتشابه وسر الحروف المقطعة