تبارك الله احسن الخالقين بقول الملحدين اذا كان الله منفرد بالخلق فكيف القول بأنه احسن الخالقين


همسة إيمانيةً 

يقول الملاحدة : أذا كان الله هو الخالق الوحيد فكيف يصف نفسه بأنه احس الخالقين  ؟
في قوله تعالى : "ولقد خلقنا الإنسان من سلالة من طين (12) ثم جعلناه نطفة في قرار مكين (13) ثم خلقنا النطفة علقة فخلقنا العلقة مضغة فخلقنا المضغة عظاما فكسونا العظام لحما ثم أنشأناه خلقا آخر فتبارك الله أحسن الخالقين (14)" المؤمنين 
الإجابة:
الله تعالى وحده هو الخالق لا خالق سواه، قال الله تعالى: هل من خالق غير الله يرزقكم من السماء والأرض لا إله إلا هو، وقال تعالى مبينا بطلان آلهة الكفار: أفمن يخلق كمن لا يخلق أفلا تذكرون ـ فالله تعالى وحده هو الخالق خلق كل شيء فقدره تقديرا، وخلقه يشمل ما يقع من مفعولاته، وما يقع من مفعولات خلقه أيضا .

 وتنقسم أوامر الله في الخلق الى قسمان 



أولا:أمر الله بالكلمة: وهو الأمر"بكن"
---------------------------
  قال الرسول صلى الله عليه وسلم" خزائن الله الكلام, فإذا أراد شيئاً قال له كن فكان"
وقال تعالى "بَدِيعُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَإِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ"117البقرة

النتيجة:
كلمة الله هي"كن" يلقيها جل شأنه بما شاء كقوله تعالى " وَكَلِمَتُهُ أَلْقَاهَا إِلَى مَرْيَمَ وَرُوحٌ مِنْهُ….الآية" فكانت كلمة الله ألقاها لتخليق جسد عيسى عليه السلام لقوله تعالى"إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَاللَّهِ كَمَثَلِ ادم خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ(59)"آل عمران.
وللكلمة ملائكة خلقهم الله بكن لتلقي كلام الله.
فعند الطبري لتفسير قوله تعالى "فالملقيات ذكرا" قال قتادة "الملائكة تلقي القرآن". (من اللوح للسماء الدنيا)
الخلاصة:
كلمة الله"كن " عليها ملائكة للألقاء كلام الله وأوامره.

ثانياً: أمر الله بالنفخ: 
---------------
وهو أمر من أوامر الله ولكنه يأتي بالنفخ:
- قال تعالى …." قل الروح من أمر ربي"
- وقال تعالى " أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ أَمْرِنَا "الشورى
- قوله تعالى" يلقى الروح من أمره"
فالروح أمر من أوامر الله ولكنه يأتي بالنفخ كقوله تعالى" ثُمَّ سَوَّاهُ وَنَفَخَ فِيهِ مِنْ رُوحِهِ …."السجدة
فالنفخ في اللغة جاء بمعني الروح،
والنفخ سمي روحا لأنه ريح يخرج من الروح ففيالتنزيل يظهر الأمر بالنفخ لعيسى في الطين: بقوله تعالى: (أَنِّي أَخْلُقُ لَكُمْ مِنْ الطِّينِ كَهَيْئَةِ الطَّيْرِ فَأَنفُخُ فِيهِ فَيَكُونُ طَيْرًا بِإِذْنِ اللَّهِ"آل عمران)
وقال السهيلي( عند بن كثير)على أن المراد بقوله( قل الروح من أمر ربي ) أي من شرعه (أنتهى كلامه)

النتيجة : أمر الله بالنفخ هو أمر من أوامر الله ولكنه يأتي بالنفخ
ففي التنزيل يظهر الأمر بالنفخ:
-  ففي قوله تعالى "وَمَرْيَمَ ابْنَتَ عِمْرَانَ الَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهِ مِنْ رُوحِنَا …"الآية
- وقال تعالى:"..فَأَرْسَلْنَا إِلَيْهَا رُوحَنَا فَتَمَثَّلَ لَهَا بَشَرًا سَوِيًّا(17)مريم:،" قال أنا رسول ربك.."

الشاهد:
الملائكة الروحانيون هم القائمون على تنفيذ أوامر الله بالنفخ: قال تعالى "تعرج الروح والملائكة إليه فييوم كان مقداره خمسين ألف سنه"المعارج وقال تعالى"تنزل الملائكة والروح فيها بإذن ربهم من كل أمر"
ففي تفسير القرطبي ج20 ص 113:
حكى القشيري أن الروح صنف من الملائكة جعلوا حفظة على سائرهم وأن الملائكة لا يرونهم كما لا نرى نحن الملائكة وقال مقاتل هم أشرف الملائكة وأقربهم من الله تعالى وقيل إنهم جند من جند الله عز وجل من غير الملائكة رواه مجاهد عن إبن عباس (أنتهى).
- فقد روى الطبراني من حديث بن عباس قال قال رسول الله “صلى الله عليه وسلم”لجبريل على أي شيء أنت قال على الريح والجنود قال وعلى أيشيءميكائيل قال على النبات والقطر قال وعلى أي شيءملك الموت قال على قبض الأرواح الحديث

النتيجة
قال تعالى : وَلَقَدْ خَلَقْنَا الْإِنسَانَ مِن سُلَالَةٍ مِّن طِينٍ (12) ثُمَّ جَعَلْنَاهُ نُطْفَةً فِي قَرَارٍ مَّكِينٍ (13) ثُمَّ خَلَقْنَا النُّطْفَةَ عَلَقَةً فَخَلَقْنَا الْعَلَقَةَ مُضْغَةً فَخَلَقْنَا الْمُضْغَةَ عِظَامًا فَكَسَوْنَا الْعِظَامَ لَحْمًا ثُمَّ أَنشَأْنَاهُ خَلْقًا آخَرَ ۚ فَتَبَارَكَ اللَّهُ أَحْسَنُ الْخَالِقِينَ 
الشاهد
عتدما يتكلم الله تعالى عن خلق الانسان من العدم بمراحل  خلقه يكون المقصود من قوله ". احسن الخالقين " اي من المكلفين بأذنه في الخلق 
- كعيسى عليه السلام "  قال تعالى ( أني أخلق لكم من الطين كهيئة الطير فأنفخ فيه فيكون طيرا بإذن الله   ،،،   بأن ينفخ في الطين ليصير بالروح طير فقط   وليس لخلق إنسان 

- وكذلك روح القدس صاحب النفخة " قال جل وعلا: وَالَّتِي أَحْصَنَتْ فَرْجَهَا فَنَفَخْنَا فِيهَا مِنْ رُوحِنَا وَجَعَلْنَاهَا وَابْنَهَا آيَةً لِلْعَالَمِينَ [الأنبياء:91]،   ،،، وقال "{ قَالَ إِنَّمَا أَنَا رَسُولُ رَبِّكِ لِأَهَبَ لَكِ غُلامًا زَكِيًّا [مريم} آلِ عمرانً

الخلاصة:
 &- اذا الله هو "احسن الخالقين" أي يجمع بين "أمر الكلمة كن " لخلق الجسد و(وامر النفخة) لخلق الرُّوح 
الشاهد:قال تعالى "ياأهل الكتاب لا تغلوا في دينكم ولا تقولوا على الله إلا الحق إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله ((( وكلمته ألقاها))) إلى مريم ((( وروح منه))) فآمنوا بالله ورسله ولا تقولوا ثلاثة انتهوا خيرا لكم إنما الله إله واحد سبحانه أن يكون له ولد له ما في السماوات وما في الأرض وكفى بالله وكيلا لن يستنكف المسيح أن يكون عبدا لله ولا الملائكة المقربون ومن يستنكف عن عبادته ويستكبر فسيحشرهم إليه جميعا فأما الذين آمنوا وعملوا الصالحات فيوفيهم أجورهم ويزيدهم من فضله وأما الذين استنكفوا واستكبروا فيعذبهم عذابا أليما ولا يجدون لهم من دون الله وليا ولا نصيرا .  (ص: 67 ] النساء
&- اما ما دون ذلك في الخلق فهو الخالق المنفرد في الخلق الواحد الاحد  فلايجوز ان تدخل في اللفظ (احسن الخالقين) أحدا معه في خلقه والا كان شركا بالله

بقلم المستشار محمد مجدي رياض عبدالمنعمً ادريس ( ابو عبدالله ) المدينة الجوية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى قوله تعالى : "يفرقون بين المرء وزوجه"

من اسرار القرآن الكريم والانجيل الحور العين

إيضاح البيان لأسرار القرآن عن معرفة المحكم والمتشابه وسر الحروف المقطعة