اهمية شهر شعبان وارتباطه مع شهر رمضان
بقلمً المستشار محمد مجدي رياض عبدالمنعم ادريس
( ابو عبدالله) المدينة الجوية-
----------------------------------------------------------
ترجع اهمية شهر شعبان بأن اعمال الخلائق من خير او شر وأحكامها من جزاء ترفع في شعبان من السماء الدنيا الى الله تعالى في علاه كنهاية للسنة، لتأتي ليلة القدر ليتقرر فيها ماقضى به الله تعالى على عباده (بالمحو او الإثبات) من قضاء للعام الجديد
ففي الحديث عن أسامة بن زيد رضي الله عنهما قال: قلت يا رسول الله: لم أرك تصوم من شهر من الشهور ما تصوم من شعبان؟ قال : ((ذاك شهرتغفل الناس فيه عنه، بين رجب ورمضان، وهو شهر ترفع فيه الأعمال إلى رب العالمين، وأحب أن يرفع عملي وأنا صائم)) [رواه أحمد والنسائي وصححة ابن خزيمة
وفِي الحديث عن عبد الله بن يوسف أخبرنا مالك عن أبي النضر عن أبي سلمة عن عائشة رضي الله عنها قالت كان رسول الله صلى الله عليه وسلم يصوم حتى نقول لا يفطر ويفطر حتى نقول لا يصوم فما رأيت رسول الله صلى الله عليه وسلم استكمل صيام شهر إلا رمضان وما رأيته أكثر صياما منه في شعبان
في تفسير قوله تعالى(،،،فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ)قال عكرمة : هي ليلة النصف من شعبان يبرم فيها أمر السنة وينسخ الأحياء من الأموات ، ويكتب الحاج فلا يزاد فيهم أحد ولا ينقص منهم أحد . وروى عثمان بن المغيرة قال : قال النبي - صلى الله عليه وسلم - : تقطع الآجال من شعبان إلى شعبان حتى إن الرجل لينكح ويولد له وقد خرج اسمه في الموتى . وعن النبي - صلى الله عليه وسلم - قال : إذا كانت ليلة النصف من شعبان فقوموا ليلتها وصوموا نهارها فإن الله ينزل لغروب الشمس إلى سماء الدنيا يقول ألا مستغفر فأغفر له ألا مبتلى فأعافيه ألا مسترزق فأرزقه ألا كذا ألا كذا حتى يطلع الفجر ذكره الثعلبي .
------------------------------------------------------------
إيضاح البيان لأسرار القرآن في أهمية ليلة القدر وعن قوله تعالى( تتنزل الملائكة والروح فيها )
------------------------------------------------------------
قال تعالى " إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)القدر
السؤال:
- من هم الملائكة؟ ومن هم الروحانيون؟ في قوله تعالى: "تَنَزَّلُ(الْمَلَائِكَةُ) (وَالرُّوحُ فِيهَا) بِإِذْنِ رَبِّهِمْ"
- وما هو سبب نزول الملائكة والروحانيون إلى الأرض في هذه الليلة؟
الإجابة:
حكي القشيري أن (الروحانيون) صنف من الملائكة جعلوا حفظة على سائرهم وأن الملائكة لا يرونهم كما لا نرى نحن الملائكة وقال مقاتل هم أشرف الملائكة وأقربهم من الله تعالى وقيل إنهم جند من جند الله عز وجل من غير الملائكة رواه مجاهد عن ابن عباس مرفوعا ذكره الماوردي ...الخ ويظهر الفارق بينهما في قوله تعالى ( يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا "
الخلاصة:
- أولا: هناك الملائكة:
وهم مخلقون بكلمة الله (كن) (ففي حديث الملائكة لله تعالى بقولهم عن آدم وذريته ... فاجعل لهم الدنيا ولنا الآخرة فقال الله عز وجل "لا أجعل من خلقته بيدي كمن قلت له كن فكان..."
& وظيفة :الملائكة هم الموكلون بإلقاء كلمة الله : كالملقيات ذكرا
ثانيا: هناك الروحانيون :
"وهم الموكلون على النفخ أو النفث (وهو أقل من النفخ كالتفل) لأوامر الله كالنفخ في الصور وعليه ( إسرافيل ) والروح الأمين (جبريل عليه السلام )وهو موكل على الإيحاء(كنفث ينفث) وكذلك والريح (كنفث ينفث وهو أقل من النفخ) وكذلك ملك الموت على الأرواح وروح القدس قال تعالى.(فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها روحنا فتمثل لها بشرا سويا) وكذلك باقي الروحانيين الموكلون بالنفخ لامر الله(وهي نفخة تخرج من الروح كما جاء في التفسير) وهم مخلوقون من نفخة الله
الشاهد:
- الروحانيون غير موكلون بالإلقاء لكلمة الله فهناك صنف آخر للملائكة "المخلقون( بكن) هم موكلون بالإلقاء لكلمة الله (كالملقيات ذكرا) فكلمة الله تلقى قال تعالى (وكلمته القاها الى مريم )وكذلك ( القرآن الكريم ألقي من اللوح المحفوظ للسماء الدنيا )، .
- أما النفخة التي ينفخها (الروحاني) لا يلقى بها من السماء (فالروح لا يلقى الروح) التي نفخها من السماء ولكن يجب نزوله للأرض لينفخ بما أمره الله .
الشاهد: ففي مسند أحمد بن حنبل قال:حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة ثنا أبو جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة بن ثابت ان أباه قال رأيت في المنام كأني أسجد على جبهة رسول اللهصلى الله عليه وسلم فأخبرت بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم فقال:( ان الروح لا يلقى الروح) واقنع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه هكذا فوضع جبهته على جبهة النبي صلى الله عليه وسلم
-----------------------------
س- السؤال أذا كان الروح لا يلقي الروح فكيف تتنزل الروح المنفوخة أو المنفوثة إلى الأرض.؟
& - في تفسير الطبري قال: في تفسيره لقوله "يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن في الكلام وقال صوابا روى بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الروح في هذه الآية جند من جنود الله تعالى ليسوا ملائكة لهم رؤوس وأيد وأرجل يأكلون الطعام( ثم قرأ يوم يقوم الروح والملائكة صفا فإن هؤلاء جند وهؤلاء جند وهذا قول أبي صالح ومجاهد ،،، وقال العوفي والقرظي هذا مما كان يكتمه بن عباس قال الروح خلق من خلق الله على صور بني آدم (وما نزل ملك) من السماء (إلا ومعه واحد من الروح) السابع أرواح بني آدم تقوم صفا فتقوم الملائكة صفا وذلك بين النفختين قبل أن ترد إلى الأجساد.
الخلاصة :
. يتنزل الروحاني متلبس بأبدان ملائكة الكلمة وملائكة الكلمة لا ينزلون إلا بالروحانيين قال تعالى " تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا " فالروحاني لاينزل الا مع الملك الكوني لتكون علاقته معه كعلاقة الروح للجسد .. الشاهد:- - قال تعالى "قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا"الإسراء
- وقال"لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين " الحجر
- وقال:وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ"الأنعام
- وقال" يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِي"النحل
-وقال"تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ"المعارج ( مساواة التوقيت لوحدتهم).
النتيجة:
قال تعالى " إِنَّا أَنْزَلْنَاهُ فِي لَيْلَةِ الْقَدْرِ (1) وَمَا أَدْرَاكَ مَا لَيْلَةُ الْقَدْرِ (2) لَيْلَةُ الْقَدْرِ خَيْرٌ مِنْ أَلْفِ شَهْرٍ (3) تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا بِإِذْنِ رَبِّهِمْ مِنْ كُلِّ أَمْرٍ (4) سَلَامٌ هِيَ حَتَّى مَطْلَعِ الْفَجْرِ (5)القدر .
الخلاصة:
قول الرسول : "فقال ان الروح لا يلقى الروح ،،،".يثبت أن الروحانيين لايلقون كلام الله فهناك الملائكة المخلوقين بكن (كالملقيات ذكرا )،يلقون امر الله بالكلمة( كقوله تعالى وكلمته القاها الى مريم ) ، اما الروحانيون فهم ينفخون وينفثون بالإيحاء كالقرآن
استثناء
في قوله تعالى فقط: ((( يلقي الروح ))) من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق)) فالروح لتلقى كما قال المصطفي صل الله عليه وسلم. ،ولكن في هذه الآية كا ليلة القدر في الحديث الصحيح عنِ ابنِ عبَّاسٍ قال : الرُّوحُ مِنَ اللَّهِ ، وخَلْقٌ مِنْ خَلقِ اللَّهِ وصُوَرٌ كبني آدمَ ،(لا ينزل ملَكٌ إلا ومعه واحدٌ منَ الرُّوحِ)الراوي: - المحدث: ابن حجر العسقلاني -المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم: 8/254خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح قال تعالى {تنزل الملائكة والروح فيها...}
الشاهد:ان الله يلقى الملك الكوني ولكن الملك الروحاني متلبس بالملك قال تعالى (((تتنزل الملائكة والروح فيها)) (فالروحانين لاينزلون الا (بالملائكة الكونيين) كما ذكر في الحديث القول في تأويل قوله تعالى قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا وقوله قوله تعالى (ما ننزل الملائكة إلا بالحق)لذلك تلبس على النصاري فهم يعرفون ان روح القدس هو الذي جاء بالنفخة وتسمي عندهم (الاهوت ) اما كلمة الله ( الناسوت ) فلا يعلمون من اين جاءت الى اليوم وقد وضحها رب العزة قائلا( وكلمته القاها الى مريم وروح منه) ليكون الروحاني مصحوبا مع الملك الكوني لجسده.
أهمية نزول الملائكة والروح فيها (كجبريل عليه السلام).
- في تفسير القرطبي ج20 ص 137: قال إبن عباس قال النبي صلى الله عليه وسلم ( إذا كان ليلة القدر تنزل الملائكة الذين هم سكان سدرة المنتهى منهم جبريل ومعهم ألوية ينصب منها لواء على قبري ولواء على بيت المقدس ولواء على المسجد الحرام ولواء على طور سيناء ولا تدع فيها مؤمنا ولا مؤمنة إلا تسلم عليه إلا مدمن الخمر وآكل الخنزير والمتضمخ بالزعفران. . .
النتيجة:
من اسرار القرآن الكريم ،،،اهمية ليلة القدر
---------------------------------
ترجع اهمية ليلة القدر بأن اعمال الخلائق من خير او شر وأحكامها من جزاء قد رفعت في شعبان من السماء الدنيا الى الله تعالى في علاه ، لتأتي ليلة القدر ليتقرر فيها ماقضى به الله تعالى على عباده (بالمحو او الإثبات) من قضاء للعام الجديد فسبحان من قضى امره بالمحو والأثبات في النزول والرفع لما قضى به في كل عام
فما يتبدل بالمحو والاثبات عما ما كتبه القلم في مقادير الخلائق
قال تعالى " لكل أجل كتاب يمحو الله ما يشآء ويثبت وعنده أم الكتاب"الرعد حيث تفصل فيه الأجال والأرزاق والأعمال وأصحاب الشقوة بالذنوب ولمن تاب منهم كله بالمحو والأثبات
وقال تعالى : {إِنَّا أَنزَلْنَـٰهُ فِى لَيْلَةٍ مُّبَـٰرَكَةٍ إِنَّا كُنَّا مُنذِرِينَ % فِيهَا يُفْرَقُ كُلُّ أَمْرٍ حَكِيمٍ} [الدخان: 3، 4]، قال: "يقضي في ليلة القدر ما يكون في السنة من رزق أو مصيبة، ثم يقدم ما يشاء ويؤخر ما يشاء، فأما كتاب السعادة والشقاء فهو ثابت لا يتغير"([5]).م
النتيجة :قال تعالى (فأما من أعطى واتقى وصدق بالحسنى فسنيسره لليسرى وأما من بخل واستغنى وكذب بالحسنى فسنيسره للعسرى) فشدوا العزم في الطاعة وقد اقترب رمضان
بقلم المستشار / محمد مجدي رياض عبدالمنعم ادريس (ابوعبدالله)المدينة الجوي
تعليقات
إرسال تعليق