السفر عبر الزمان(.الزمكان ) هل له أصول شرعية في الدين
السفر عبر الزمان(.الزمكان ) والذي يؤيد ذلك معظم العلماء
بقلم المستشار محمد مجدي رياض عبدالمنعم ادريس
(ابو عبدالله) المدينة الجوية
يقول انشتين في نظريته "النسبية " كلما زادت سرعة جسم تقلص الزمن الى أن يتوقف إن وصلت سرعة الجسم لسرعة الضوء .
فلو فرضنا ان هناك سفينة فضائية بعيده عن كوكب الارض بمئات السنين الضوئيه , و لديها القدره على رؤيه كوكب الارض من خلال تلسكوب , فأنها سترى الارض فى الماضى , أى انها لو بعيده عنا بعشر سنين ضوئيه , فأنها سترى الارض و هى فى ٢٠٠٧ و ليست في ٢٠١٧ , و ذلك لأن سرعه الضوء تحتاج عشر سنين كى تصل لها , و بما أنها ترى كوكب الارض عن طريق الضوء المنبعث فأنه سترى مشهد لكوكب الارض و لكن فى الماضى , و لذلك فأذا أستطاعت. السفينة السفر بسرعه أكبر بكثير من سرعه الضوء , فأنها ستأتى الى كوكب الارض و لكن فى الماضى و ليس فى الحاضر , و لو أفترضنا بأنها سافرت بسرعه ضعف سرعه الضوء , أى أنها ستحتاج لخمس سنوات فقط لتصل الى كوكب الارض , و بذلك تكون سافرت بالماضى !!
السؤال :
هل هناك ادلة شرعية تؤكد نظرية هذا الرجل :
----------------------------------
قال تعالى :. "تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ .
فَاصْبِرْ صَبْرًا جَمِيلًا ".
الشاهد:
سرعة صعود الملائكة والروح بالمعراج ( الذي يشخص من هوله عين الميت بالتحديق) الكائن من فوق القدس الى الوصول الى السماء السابعة يقول الله عز وجل عن سرعته في يوم كان مقداره خمسين الف سنه من السنين الارضيّة وبالحسابات وبالتحويل من السنين لأيام لساعات لثوان حيث تقدر سرعه الضوء في الثانية الواحدة حوالي 300,000 كيلو متر تقريبا ،،،
ولكن ما يلفت الانتباه فقد ذكر في النصوص الشرعية مما يدل على وجود تسجيل لأحداث الكون ومن ثم من الممكن العودة بالسنين الى الوراء لمشاهده تلك الأحداث. فقط وليس بالانتقال اليها
قال تعالى :
" وَقَالَ الَّذِينَ اتَّبَعُوا لَوْ أَنَّ لَنَا كَرَّةً فَنَتَبَرَّأَ مِنْهُمْ كَمَا تَبَرَّءُوا مِنَّا ((ۗ كَذَٰلِكَ يُرِيهِمُ اللَّهُ أَعْمَالَهُمْ )) حَسَرَاتٍ عَلَيْهِمْ ۖ وَمَا هُم بِخَارِجِينَ مِنَ النَّارِ "
فأعمال الانسان كانت في الماضي في الحياة الدنيا ولكن الله في يوم الحساب سوف يسترجع لكل إنسان ماضيه بالمشاهدة النظرية فيما تم فعله في الماضي كحجة عليه ،،،،
هذا بالنسبة لصور الأحداث الماضية اما بالنسبة للكلام الصادر من الانسان فهو باقي في الكون ولا يضيع، ككيان موجود يمكن الحصول عليه في اي وقت ( وإن لم يتم اكتشاف ذلك الى الآن)
ففي الحديث
َ- في مسند أحمد قال" حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَجُلًا قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ وَدَخَلَ الصَّلَاةَ الْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ السَّمَاءِ وَسَبَّحَ وَدَعَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ:
(( مَنْ قَائِلُهُنَّ )) فَقَالَ الرَّجُلُ أَنَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ رَأَيْتُ الْمَلَائِكَة َ (تَلَقَّى بِهِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا)
اي ان الكلمة لها وجود ولم تضيع وأنها تلقي من ملك الى أخر ومن ثم من الممكن استرجاعها
- ومن جانب آخر نجد أن الأرض تسجل وتحتفظ بصور الكون:
ففي الحديث لما أراد بنو سلمة أن ينتقلوا قرب المسجد قال لهم النبي صلى الله عليه وسلم: (بلغني أنكم تريدون أن تنتقلوا قرب المسجد)،
قالوا: نعم يا رسول الله قد أردنا ذلك،
فقال: (بني سلمة دياركم تكتب آثاركم، دياركم تكتب آثاركم).
أي: ألزموا دياركم الحالية، فقالوا: ما يسرنا أنا كنا تحولنا. رواه مسلم.
فإذن تكتب الآثار إلى المساجد، وتشهد الأرض لمن مشى عليها إلى الخير أو إلى الشر،إِنَّا نَحْنُ نُحْيِي الْمَوْتَى وَنَكْتُبُ مَا قَدَّمُوا وَآثَارَهُمْ وَكُلَّ شَيْءٍ أحْصَيْنَاهُ فِي إِمَامٍ مُبِينٍسورة يس12.
وعلى هذه الأرض أشجار وأحجار تشهد كذلك كما روى البخاري رحمه الله عن أبي سعيد، قال لعبد الرحمن بن صعصعة: "إني أراك تحب الغنم والبادية، فإذا كنت في غنمك أو باديتك فأذنت في الصلاة فارفع بالنداء، أي بصوتك، فإنه لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شيء إلا شهد له يوم القيامة. وفي رواية: لا يسمع مدى صوت المؤذن جن ولا إنس ولا شجر ولا حجر ولا مدر إلا شهد له يوم القيامة.
وهكذا يمشي في صلاة العيد من طريق ويعود من آخر، واستحب بعض العلماء أن يصلي النافلة في غير مكان الفريضة، وهذا الحجر الأسود الذي في الكعبة سيشهد يوم القيامة لمن استلمه بحق، بحق وليس بأذية خلق الله، بحق كما قال النبي صلى الله عليه وسلم، فكل الآثار على هذه الأرض مكتوبة.
قال العلماء: من عصى الله تعالى في موضع من الأرض فليطعه في نفس الموضع حتى يشهد له بالحسنات، كما سيشهد له بالسيئات، وقد قال الله: إِنَّ الْحَسَنَاتِ يُذْهِبْنَ السَّيِّئَاتِ سورة هود114.
روى الترمذي رحمه الله عن النبي صلى الله عليه وسلم، لما قرأ يَوْمَئِذٍ تُحَدِّثُ أَخْبَارَهَاسورة الزلزلة 4. قال: (أتدرون ما أخبارها؟) قالوا: الله ورسوله أعلم، قال: (فإن أخبارها يوم تشهد على كل عبد أو أمة بما عمل على ظهرها، تقول – أي الأرض -: عمل كذا وكذا، يوم كذا وكذا، فهذه أخبارها).
هذا والله اعلم
بقلم
محمد مجدي رياض عبدالمنعم
ابو عبدالله من أبناء المدينة الجوية
تعليقات
إرسال تعليق