من اسرار القرآن الكريم : (رؤية الله) و(سماع كلامه) في الدنيا وفِي الآخرة ،،،



من اسرار القرآن الكريم : (رؤية الله) و(سماع كلامه) في الدنيا وفِي الآخرة ،،،  
========================================= 
بقلم المستشار محمد مجدي رياض عبدالمنعم ادريس(ابو عبدالله)المدينة الجوية

رؤية الله) و(سماع كلامه) ،،،  جائزة بالإجماع. ولكن (بدون تشبيه او تمثيل او تجسيد) ،،، "  لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ ".
وذلك على النحو التالي :
.________________________________________________________________
اولا: رؤية الله تعالى  وسماع  كلامه في الدنيا
========================= 
&- طلب موسي عليه السلام  من الله الرؤية فلما تجلى للجبل بدون الحجاب  جعله دكا.
قال تعالى : وَلَمَّا جَاء مُوسَى لِمِيقَاتِنَا وَكَلَّمَهُ رَبُّهُ قَالَ رَبِّ أَرِنِي أَنظُرْ إِلَيْكَ قَالَ لَن تَرَانِي وَلَـكِنِ انظُرْ إِلَى الْجَبَلِ فَإِنِ اسْتَقَرَّ مَكَانَهُ فَسَوْفَ تَرَانِي فَلَمَّا تَجَلَّى رَبُّهُ لِلْجَبَلِ جَعَلَهُ دَكًّا وَخَرَّ موسَى  صَعِقًا فَلَمَّا أَفَاقَ قَالَ سُبْحَانَكَ تُبْتُ إِلَيْكَ وَأَنَاْ أَوَّلُ الْمُؤْمِنِينَ (الأعراف 143 )

&-  وفي الحديث قال رسول الله صل الله عليه وسلم :
" أتاني الليلة ربي تبارك وتعالى في أحسن صورة فقال: يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟ قلت لا فوضع يده بين كتفي حتى وجدت بردها بين ثديي فعلمت ما في السموات وما في الأرض فقال: يا محمد هل تدري فيم يختصم الملأ الأعلى؟  قلت: نعم في الكفارات والدرجات والكفارات:  المكث في المساجد بعد الصلوات والمشي على الأقدام إلى الجماعات وإسباغ الوضوء في المكاره قال: صدقت يا محمد!  ومن فعل ذلك عاش بخير ومات بخير وكان من خطيئته كيوم ولدته أمه وقال: يا محمد إذا صليت فقل اللهم إني أسألك فعل الخيرات وترك المنكرات وحب المساكين وأن تغفر لي وترحمني وتتوب علي وإذا أردت بعبادك فتنة فاقبضني إليك غير مفتون والدرجات: إفشاء السلام وإطعام الطعام والصلاة بالليل والناس نيام." 
التخريج صـحـيـح المرجع صحيح الجامع الصغير تخريج السيوطي ‏(عن ابن عباس‏.‏)
تحقيق الألباني ‏(‏صحيح‏)‏ انظر حديث رقم‏:‏ 59 في صحيح الجامع‏

&- (وفِي الحديث المرفوع) حَدَّثَنَا سَلَمَةُ بْنُ شَبِيبٍ ، ثنا سَعِيدُ بْنُ مَنْصُورٍ ، ثنا الْحَارِثُ بْنُ عُبَيْدٍ ، عَنْ أَبِي عِمْرَانَ الْجَوْنِيِّ ، عَنْ أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ ، قَالَ : 
قَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ : " بَيْنَا أَنَا قَاعِدٌ إِذْ جَاءَ جِبْرِيلُ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فَوَكَزَ بَيْنَ كَتِفَيَّ ، فَقُمْتُ إِلَى شَجَرَةٍ فِيهَا كَوَكْرَيْ الطَّيْرِ ، فَقَعَدَ فِي أَحَدِهِمَا ، وَقَعَدْتُ فِي الآخَرِ ، فَسَمَتْ وَارْتَفَعَتْ حَتَّى سَدَّتِ الْخَافِقَيْنِ ، وَأَنَا أُقَلِّبُ طَرْفِي ، وَلَوْ شِئْتُ أَنْ أَمَسَّ السَّمَاءَ لَمَسَسْتُ ، فَالْتَفَتُّ إِلَى جِبْرِيلَ كَأَنَّهُ حِلْسٌ لاطِئٌ ، فَعَرَفْتُ فَضْلَ عِلْمِهِ بِاللَّهِ عَلَيَّ ، وَفُتِحَ بَابٌ مِنْ أَبْوَابِ السَّمَاءِ ، (وَرَأَيْتُ النُّورَ الأَعْظَمَ) ، (وَإِذَا دُونَ الْحِجَابِ )رَفْرَفَةُ الدُّرِّ وَالْيَاقُوتِ ، فَأُوحِيَ إِلَيَّ مَا شَاءَ أَنْ يُوحَى " . 
قَالَ الْبَزَّارُ : وَهَذَا لا نَعْلَمُ رَوَاهُ إِلا أَنَسٌ ، وَلا رَوَاهُ عَنْ أَبِي عِمْرَانَ إِلا الْحَارِثُ ، وَكَانَ بَصْرِيًّا مَشْهُورًا . .

&- (وفي الحديث المرفوع):
وَيَدُلُّ عَلَيْهِ مَا حَدَّثَنَاهُ أَبُو الْقَاسِمِ عَبْدُ الْعَزِيزِ ، قَالَ : ناعَلِيُّ بْنُ عُمَرَ بْنِ عَلِيٍّ أَبُو الْحَسَنِ التَّمَّارُ ، قَالَ : نا أَبُو بَكْرٍ عُمَرُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ أَبِي مَعْمَرٍ الصَّفَّارُ ، قَالَ : حَدَّثَنَا يُوسُفُ بْنُ أَحْمَدَ بْنِ حَرْبِ بْنِ الْحَكَمِ الأَشْعَرِيُّ الْبَصْرِيُّ، قَالَ : نا رَوْحُ بْنُ عُبَادَةَ ، عَنِ ابْنِ جُرَيْجٍ ، عَنْ أَبِي الزُّبَيْرِ ، عَنْ جَابِرٍ ، قَالَ :
قالَ رَسُولُ اللَّهِ ،صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ ، فِي قَوْلِهِ : وَلَقَدْ رَآهُ نَزْلَةً أُخْرَى سورة النجم آية 13 
قَالَ : ((( رَأَيْتُ رَبِّي ، جَلَّ اسْمُهُ ))) ، مُشَافَهَةً لا شَكَّ فِيهِ، وَفِي قَوْلِهِ : عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى سورة النجم آية 14 ، 
قَالَ: (((رَأَيْتُهُ عِنْدَ سِدْرَةِ الْمُنْتَهَى حَتَّى تَبَيَّنَ لَهُ نُورُ وَجْهِهِ))).

&- - وقال ابن القيم رحمه الله :سمعت شيخ الإسلام أحمد بن تيمية يقول في قوله: 
" نورٌ أنّـى أراه ؟ " معناه : كان ثمَّ نور ، (وحال دون رؤيته نور فأنّـىٰ أراه ) ؟ قال : ويدل عليه أن في بعض ألفاظ الصحيح : هل رأيت ربك ؟ فقال : ((( رأيت نورا ))).

الشاهد:
ذكر (النور) في مواضيع متعددة
فَالْأَوَّلُ : إِضَافَتُهُ إلى وجهه ، كَقَوْلِهِ: " أَعُوذُ بِنُورِ وَجْهِكَ " ، وَقَوْلِهِ: " نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مِنْ نُورِ وَجْهِهِ " .

وَالثَّانِي : إِضَافَتُهُ إِلَى ذَاتِهِ ، كَقَوْلِهِ : {وَأَشْرَقَتِ الْأَرْضُ بِنُورِ رَبِّهَا} [الزمر: 69] . وَقَوْلِ ابْنِ عَبَّاسٍ: " ذَلِكَ نُورُهُ الَّذِي إِذَا تَجَلَّى بِهِ .. "، وَقَوْلِهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فِي حَدِيثِ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو:
 " «إِنَّ اللَّهَ خَلَقَ خَلْقَهُ فِي ظُلْمَةٍ ، ثُمَّ أَلْقَى عَلَيْهِمْ مِنْ نُورِهِ» " الْحَدِيثَ.

الثَّالِثُ : وَهُوَ إِضَافَةُ نُورِهِ إِلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ، كَقَوْلِهِ: {اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ} [النور: 35].

وَالرَّابِعُ كَقَوْلِهِ:  " حِجَابُهُ النُّورُ ".
فَهَذَا النُّورُ الْمُضَافُ إِلَيْهِ : يَجِيءُ عَلَى أَحَدِ الْوُجُوهِ الْأَرْبَعَةِ .
وَالنُّورُ الَّذِي احْتَجَبَ بِهِ : سُمِّيَ نُورًا وَنَارًا، كَمَا وَقَعَ التَّرَدُّدُ فِي لَفْظِهِ فِي الْحَدِيثِ الصَّحِيحِ، حَدِيثِ أَبِي مُوسَى الْأَشْعَرِيِّ وَهُوَ قَوْلُهُ: " حِجَابُهُ النُّورُ ، أَوِ النَّارُ "، فَإِنَّ هَذِهِ النَّارَ : هِيَ نُورٌ، (وَهِيَ الَّتِي كَلَّمَ اللَّهُ كَلِيمَهُ مُوسَى فِيهَا)، وَهِيَ نَارٌ صَافِيَةٌ ، لَهَا إِشْرَاقٌ بِلَا إِحْرَاقٍ.

الشاهد:
قال تعالى" الله نور السماوات والأرض مثل نوره كمشكاة فيها مصباح المصباح في زجاجة الزجاجة كأنها كوكب درى يوقد من شجرة مباركة زيتونة لا شرقية ولا غربية يكاد زيتها يضيء ولو لم تمسسه نار نور على نور يهدى الله لنوره من يشاء ويضرب الله الأمثال للناس والله بكل شيء عليم"

 النتيجة:
&- قال تعالى: ( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من (وراء حجاب) أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم ( 51 ) ) الشورى

الشاهد:
ورد ذكر (الحجاب) في نصوص عدة، منها: 

- قوله تعالى: "كَلَّا إِنَّهُمْ عَنْ رَبِّهِمْ يَوْمَئِذٍ (لَمَحْجُوبُونَ)" المطففين/15 .

-  وما جاء في حديث أبي موسى الأشعري قَالَ: قَامَ فِينَا رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ بِخَمْسِ كَلِمَاتٍ، فَقَالَ: 
( إِنَّ اللهَ عَزَّ وَجَلَّ لَا يَنَامُ، وَلَا يَنْبَغِي لَهُ أَنْ يَنَامَ، يَخْفِضُ الْقِسْطَ وَيَرْفَعُهُ، يُرْفَعُ إِلَيْهِ عَمَلُ اللَّيْلِ قَبْلَ عَمَلِ النَّهَارِ، وَعَمَلُ النَّهَارِ قَبْلَ عَمَلِ اللَّيْلِ، (حِجَابُهُ النُّورُ) - وَفِي رِوَايَةِ أَبِي بَكْرٍ: النَّارُ - لَوْ كَشَفَهُ لَأَحْرَقَتْ سُبُحَاتُ وَجْهِهِ مَا انْتَهَى إِلَيْهِ بَصَرُهُ مِنْ خَلْقِهِ) رواه مسلم (179)

-  وفي حديث صُهَيْبٍ، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: ( إِذَا دَخَلَ أَهْلُ الْجَنَّةِ الْجَنَّةَ، قَالَ: يَقُولُ اللهُ تَبَارَكَ وَتَعَالَى: تُرِيدُونَ شَيْئًا أَزِيدُكُمْ؟ فَيَقُولُونَ: أَلَمْ تُبَيِّضْ وُجُوهَنَا؟ أَلَمْ تُدْخِلْنَا الْجَنَّةَ، وَتُنَجِّنَا مِنَ النَّارِ؟ قَالَ: (فَيَكْشِفُ الْحِجَابَ)، فَمَا أُعْطُوا شَيْئًا أَحَبَّ إِلَيْهِمْ مِنَ (النَّظَرِ إِلَى رَبِّهِمْ ) عَزَّ وَجَلَّ ) رواه مسلم (181).

-   وفي حديث أبي موسى أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «جَنَّتَانِ مِنْ فِضَّةٍ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَجَنَّتَانِ مِنْ ذَهَبٍ، آنِيَتُهُمَا وَمَا فِيهِمَا، وَمَا بَيْنَ القَوْمِ وَبَيْنَ (أَنْ يَنْظُرُوا إِلَى رَبِّهِمْ إِلَّا رِدَاءُ الكِبْرِ)، عَلَى وَجْهِهِ فِي جَنَّةِ عَدْنٍ) رواه البخاري (4878) ومسلم (180).

-   وفِي الحديث عند ابن ماجه: عن طلحة بن فراش قال: سمعت جابر بن عبد الله يقول: لما قتل عبد الله بن عمر بن حرام يوم أحد، فقال رسول الله صلى الله عليه وسلم: "يا جابر ألا أخبرك ما قال عز وجل لأبيك؟" فقلت: بلى، فقال صلى الله عليه وسلم: 
"ما كلم الله أحداً (إلا من وراء حجاب)، وكلم أباك كفاحاً، فقال: "يا عبدي تمنَّ عليَّّ أعطك"، قال: يا رب، تحييني فأقتل فيك ثانية، قال الله عز وجل: "إنه سبق مني أنهم لا يرجعون"، قال: يا رب فأبلغ من ورائي، فأنزل الله عز وجل: {ولا تحسبن الذين قتلوا في سبيل الله أمواتاً} الآية"، فالحديث صحيح ثابت عن رسول الله صلى الله عليه وسلم
.________________________________________________________________
ثانيا: رؤية الله تعالى  في الآخرة :
قال تعالى:"يوم يكشف (عن ساق) ويدعون إلى السجود فلا يستطيعون (42)خاشعة أبصارهم ترهقهم ذلة وقد كانوا يدعون إلى السجود وهم سالمون(43) فذرني ومن يكذب بهذا الحديث سنستدرجهم من حيث لا يعلمون ( 44 ) وأملي لهم إن كيدي متين ( 45) أم تسألهم أجرا فهم من مغرم مثقلون ( 46) أم عندهم الغيب فهم يكتبون(47)"ن

كيفية البناء للمرآه كحجاب النور للظهور يوم القيامة:
&- في شرح النووي على صحيح مسلم ج3 ص 28:
* قال القاضي عياض رحمه الله وقيل المراد بالساق هنا نور عظيم وورد ذلك في حديث عن النبي (ص)قال بن فورك ومعنى ذلك ما يتجدد للمؤمنين عند رؤية الله تعالى من الفوائد والالطاف قال القاضي عياض وقيل قد يكون الساق علامة بينه وبين المؤمنين من (ظهور جماعة من الملائكة) على خلقة عظيمة لانه يقال ساق من الناس كما يقال رجل من جراد وقيل ) قد يكون ساق مخلوقا جعله الله تعالى علامة للمؤمنين خارجة عن السوق المعتادة وقيل معناهكشف الخوف وازالة الرعب عنهم وما كان غلب على قلوبهم من الاهوال فتطمئن حينئذ نفوسهم عند ذلك ويتجلى لهم فيخرون سجدا قال الخطابي رحمه الله وهذه الرؤية التى في هذا المقام يوم القيامة غير الرؤية التى في الجنة لكرامة أولياء الله تعالى وانما هذه للامتحان والله أعلم.

&- وفي شرح النووي على صحيح مسلم ج3 ص 19:
قوله (صل  الله عليه وسلم) ( فيأتيهم الله في صورة غير صورته التى يعرفون فيقول أنا ربكم فيقولون نعوذ بالله منك هذا مكاننا (حتى يأتينا ربنا فإذا جاء ربنا عرفناه فيأتيهم الله في صورته التى يعرفون) فيقول أنا ربكم فيقولون أنت ربنا فيتبعونه" اعلم أن لأهل العلم في أحاديث الصفات وآيات الصفات قولين:

- أحدهما وهو مذهب معظم السلف أو كلهم أنه لا يتكلم في معناها بل يقولون يجب علينا أن نؤمن بها ونعتقد لها معنى يليق بجلال الله تعالى وعظمته مع اعتقادنا الجازم أن الله تعالى ليس كمثله شيء( وأنه منزه عن التجسم والانتقال والتحيز في جهة وعن سائر صفات المخلوق ) وهذا القول هو مذهب جماعة من المتكلمين واختاره جماعة من محققيهم وهو أسلم 

- والقول الثاني وهو مذهب معظم المتكلمين أنها تتأول على مايليق بها على حسب مواقعها وانما يسوغ تأويلها لمن كان من أهله بأن يكون عارفا بلسان العرب وقواعد الاصول والفروع ذا رياضة في العلم فعلى هذا المذهب 

يقال في قوله(صل الله عليه وسلم )فيأتيهم الله أن الاتيان عبارة عن رؤيتهم اياه لأن العادة أن من غاب عن غيره لا يمكنه رؤيته الا بالاتيان فعبر بالاتيان والمجئ هنا عن الرؤية مجازا وقيل الاتيان فعل من أفعال الله تعالى سماه اتيانا (وقيل المراد بيأتيهم الله أى يأتيهم بعض ملائكة الله)  

قال القاضي عياض رحمه الله هذا الوجه أشبه عندى بالحديث قال ويكون هذا الملك الذى جاءهم في الصورة التى أنكروها من سمات الحدث الظاهرة على الملك والمخلوق قال أو يكون معناه يأتيهم الله في صورة أى يأتيهم بصورة (ويظهر لهم من صور ملائكته ومخلوقاته) التى لا تشبه صفات الاله ليختبرهم وهذا آخر امتحان المؤمنين فاذا قال لهم هذا الملك أو هذه الصورة أنا ربكم رأوا عليه من علامات المخلوق ما ينكرونه ويعلمون أنه ليس ربهم ويستعيذون بالله منه .
.وأما قوله (صل الله عليه وسلم ) ( فيأتيهم الله في صورته التى يعرفون ) فالمراد بالصورة هنا الصفة ومعناه فيتجلى الله سبحانه وتعالى لهم على الصفة التى يعلمونها ويعرفونه بها وانما عرفوه بصفته وان لم تكن تقدمت لهم رؤية له سبحانه وتعالى لانهم يرونه لا يشبه شيئا من مخلوقاته وقد علموا أنه لا يشبه شيئا من مخلوقاته فيعلمون أنه ربهم فيقولون أنت ربنا وانما عبر بالصورة عن الصفة لمشابهتها اياها ولمجانسة الكلام.

الشاهد:
دور الملائكة في الرؤية  وحجاب النور
._______________________________________________________________________________________  
الخلاصة :
من السابق ذكره تدل النصوص الشرعية بأن (الرؤية) لله تعالى تكون (من وراء الحجاب) ، 
وكذلك في (كلامه) - جل في علاه- ((((  يكون ايضا من وراء الحجاب )))) حجاب النور 

الشاهد: 
قال تعالى (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من (وراء حجاب) أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء إنه علي حكيم) الشورى
ففي فتح الباري (ج8 ص 609):قال "وتقريره أنه سبحانه وتعالى حصر تكليمه لغيره في ثلاثة أوجه
-الحالة الأولى:وهي الوحي بان يلقى في روعه ما يشاء."كقوله صلى الله عليه وسلم أن روح القدس نفث في روعي
-الحالة الثانية :أويكلمه الله جهرا من وراء حجاب.
-الحالة الثالثة : أو يرسل إليه رسولا " فيوحى بإذنه ما يشآء" فيبلغ عنه 

الشاهد:
هناك فارق لكلام الله بين (الإيحاء) وبين (من وراء حجاب) 
السؤال: متي بدأ الإيحاء لمخاطبة السماء مع البشر في الأرض:
------------------------------------------------------------
الآجابة:
قال تعالى:"إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ وَأَوْحَيْنَا إِلَى إِبْرَاهِيمَ وَإِسْمَاعِيلَ وَإِسْحَاقَ وَيَعْقُوبَ وَالْأَسْبَاطِ وَعِيسَى وَأَيُّوبَ وَيُونُسَ وَهَارُونَ وَسُلَيْمَانَ وَآتَيْنَا دَاوُودَ زَبُورًا(163)النساء

الشاهد :- 
    -  كانت بداية الإيحاء من السماء إلى الأرض من عهد نوح عليه السلام ثم من بعده من الرسل لقوله تعالى :،،،،،  " .. إِنَّا أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ كَمَا أَوْحَيْنَا إِلَى نُوحٍ وَالنَّبِيِّينَ مِنْ بَعْدِهِ….الآية ).

    - أما من قبل نوح فلم يكن هناك (إيحاء) وإنما كان هناك (ألقاء) لكلمة الله التي تلقى: 
        قال تعالى "( فَتَلَقَّى) ادم مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(37)البقرة
.________________________________________________________________
( أولاً: التلقي) معني ألقي في اللغة :…. قال الأزهري معناه كلمة معاياة يلقيها عليه ليستخرجها…أنتهى
.________________________________________________________________
ولمعرفة كيفية الإلقاء للكلمة نرجع للنصوص التالية:
- ففي مسند أحمد قال" حَدَّثَنَا عَبْدُ الصَّمَدِ حَدَّثَنَا حَمَّادٌ عَنْ عَطَاءٍ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ عَمْرٍو أَنَّ رَجُلًا قَالَ ذَاتَ يَوْمٍ وَدَخَلَ الصَّلَاةَ الْحَمْدُ لِلَّهِ مِلْءَ السَّمَاءِ وَسَبَّحَ وَدَعَا فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ مَنْ قَائِلُهُنَّ فَقَالَ الرَّجُلُ أَنَا فَقَالَ النَّبِيُّ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ لَقَدْ رَأَيْتُ الْمَلَائِكَة َ( تَلَقَّى بِهِ بَعْضُهُمْ بَعْضًا)*.

- وقال رسول الله صلى الله عليه وسلم إن الله جل وعز جعل الحق على (لسان) عمر وقلبه .
-وفي حديث آخر (  إن السكينة (تنطق على لسان) عمر هذا أو نحوه من الكل ام 
-ويروى في بعض الحديث إن المحدث هو الذي (تنطق الملائكة على لسانه). ( غريب الحديث بن قتيبه ج1/ص 314 )

- "حَدَّثَنَا يَعْقُوبُ بْنُ حُمَيْدِ بْنِ كَاسِبٍ حَدَّثَنَا سُفْيَانُ بْنُ عُيَيْنَةَ عَنْ عَمْرِو بْنِ دِينَارٍ عَنْ عِكْرِمَةَ عَنْ أَبِي هُرَيْرَةَ أَنَّ النَّبِيَّ صَلَّ اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ قَالَ إِذَا ( قَضَى اللَّهُ أَمْرًا)  فِي السَّمَاءِ ضَرَبَتِ الْمَلَائِكَةُ أَجْنِحَتَهَا خُضْعَانًا لِقَوْلِهِ كَأَنَّهُ سِلْسِلَةٌ عَلَى صَفْوَانٍ فَ ( إِذَا فُزِّعَ عَنْ قُلُوبِهِمْ قَالُوا مَاذَا قَالَ رَبُّكُمْ قَالُوا الْحَقَّ وَهُوَ الْعَلِيُّ الْكَبِيرُ ) فَيَسْمَعُهَا مُسْتَرِقُو السَّمْعِ بَعْضُهُمْ فَوْقَ بَعْضٍ فَيَسْمَعُ الْكَلِمَةَ ( فَيُلْقِيهَا إِلَى مَنْ تَحْتَهُ) فَرُبَّمَا أَدْرَكَهُ الشِّهَابُ قَبْلَ أَنْ يُلْقِيَهَا إِلَى الَّذِي تَحْتَهُ ( فَيُلْقِيهَاعَلَى لِسَانِ الْكَاهِنِ أَوِ السَّاحِرِ) فَرُبَّمَا لَمْ يُدْرَكْ حَتَّى يُلْقِيَهَا فَيَكْذِبُ مَعَهَا مِائَةَ كَذْبَةٍ فَتَصْدُقُ تِلْكَ الْكَلِمَةُ الَّتِي سُمِعَتْ مِنَ السَّمَاءِ*بن ماجة

، &- وفي الزهد لابن مبارك ج1 ص 491: 
- قال المحدث : أخبركم أبو عمر بن حيوية حدثنا يحيى حدثنا الحسين أخبرنا ابن المبارك أخبرنا ايضا يعني سعيد بن عبد العزيز عن إسماعيل بن عبيد الله أن أبا الدرداء قال إنا نقوم فيكم بكلمات الله وروحه ثم نرجع إلى بيوتنا فنرجع إلى ضرائبنا وما كتب الله علينا ان الرجل ليقوم فيكم بمائة كلمة كلها حكم ثم يقول الكلمة لعله يخطى ء بها أو يلقيها الشيطان على لسانه فيظل الرجل منكم متعلقا بها فذلك المخسوس.
- قال تعالى"وماّ أرسلنا من قبلك من رسول ولانبي إلا إذا تمنى (ألقى الشيطان) في أمنيته فينسخ الله مايلقي الشيطان ثم يحكم الله ءايته والله عليم حكبم"الحج

&- وفي صحيح البخاري :
-عن ابن عباس أنه قال إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته إذا حدث ألقى الشيطان في حديثه وكون تمنى بمعنى قرأ وتلا هو قول أكثر المفسرين.
- قال تعالى "ليجعل ما يلقى الشيطان فتنة للذين في قلوبهم مرض والقاسية قلوبهم …" الحج( انتهى)

الشاهد:
&- للشيطان (كلمة)  تلقى على فم المشعوذين والدجالين،
&- وللشيطان (نفخة) كما ورد في الحديث  الذي أخرجه أبو داود  ،وابن ماجه ،،وأحمد ) وغيرهم :  
من طريق عمرو بن مرة، عن عاصم العنزي، عن ابن جبير بن مطعم، عن أبيه، أنه رأى رسول الله -صلى الله عليه وسلم- يصلى صلاة ،قال عمرو: لا أدرى أي صلاة هي، فقال:" الله أكبر كبيرا، الله أكبر كبيرا، الله أكبر كبيرا، والحمد لله كثيرا، والحمد لله كثيرا، والحمد لله كثيرا، وسبحان الله بكرة وأصيلا". ثلاثا 
" أعوذ بالله من الشيطان من (نفخه، ونفثه، وهمزه) ". قال: نفثه: الشعر، ونفخه: الكبر، وهمزه: الموتة. 

&- وروى البخاري ج6 ص 2784: 
من حديث الزهري عن يحيى بن عروة بن الزبير عن أبيه قال قالت عائشة سأل ناس النبي صلى الله عليه وسلم عن الكهان فقال إنهم ليسوا بشيء فقالوا يا رسول الله إنهم يحدثوننا أحيانا بشيء فيكون حقا فقال صلى الله عليه وسلم تلك (الكلمة من الحق) يخطفها من الجني فيقرقرها في أذن وليه كقرقرة الدجاجة فيخلطون معها مائة كذبة .

-وفي صحيح البخاري قال:
"حَدَّثَنَا مُوسَى بْنُ إِسْمَاعِيلَ حَدَّثَنَا عَبْدُالْوَاحِدِ حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ بْنُ عَبْدِ اللَّهِ بْنِ أَبِي بُرْدَةَ حَدَّثَنَا أَبُو بُرْدَةَ بْنُ أَبِي مُوسَى عَنْ أَبِيهِ رَضِي اللَّهم عَنْهم قَالَ كَانَ رَسُولُ اللَّهِ صلى الله عليه وسلمإِذَا جَاءَهُ السَّائِلُ أَوْ طُلِبَتْ إِلَيْهِ حَاجَةٌ قَالَ اشْفَعُوا تُؤْجَرُوا (وَيَقْضِي اللَّهُ عَلَى لِسَانِ نَبِيِّهِ) صلى الله عليه وسلم مَا شَاءَ *

الشاهد: 
هناك فرق بين (التلقي) للكلمة على اللسان أو(القول) باللسان:
 قال تعالى: "إذ (تلقونه) بألسنتكم (وتقولون) بأفواهكم ما ليس لكم به علم وتحسبونه هينا وهو عند الله عظيم…الخ

&- وفي القرطبي ج12 ص 204: 
وقرأ أبي وبن مسعود إذتتلقونه من التلقي وتبعها"ياأيها الذين ءامنوا لا تتبعوا خطوات الشيطان ومن يتبع خطوات الشيطان فإنه يأمر بالفحشاء والمنكر)

النتيجة: 
فالكلمة تحمل وتلقى وتخطف وتجرا على لسان المتلقي لها برمتها وبدون تدخل من المتلقي نفسه في الكلمة التي تجرا على لسانه لتستخرج منه .لذا كانت كلمة الله (تلقى على لسان ادم) ليتوب الله عليه من بعد أن أحاطت به خطيئته قال تعالى"(فَتَلَقَّى) ادم مِنْ رَبِّهِ كَلِمَاتٍ فَتَابَ عَلَيْهِ إِنَّهُ هُوَ التَّوَّابُ الرَّحِيمُ(37)البقرة

الخلاصة :
ملائكة الكلمة تحمل أوامر الله وكلامه وتلقيه
- فكلمة الله تلقى على لسان المتلقي لها كآدم عليه السلام 
قال تعالى " (فتلقى )ادم من ربه كلمات…" ليرددها بلسانه فقط والساحر تجرا على لسانه كلمة الحق ثم يزيد فيها.
فكلمه الله ليست للحوار مع المتلقي نفسه وإنما تنطق على اللسان ليرددها فقط كادم عليه السلام وكذلك  لنبيه المصطفي صل الله عليه وسلم في قوله تعالى :  ،،
 &- " (لا تحرك به لسانك) لتعجل به إن علينا جمعه وقرءانه فإذا قرأناه فاتبع قرءانه ثم إن علينا بيانه)" القيامة. 
&- " " ولا تعجل (بالقرآن) من قبل أن (يقضى إليك وحيه) وقل رب زدني علما " طه

النتيجة
   "نزول القرآن مرتين على النبي المصطفي صل الله عليه وسلم  (بالكلمة) وكذلك نزوله (بالإيحاء) نفث اقل من النفخة"

الشاهد:
    - قَالَ رَسُولُ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمَ: " أَلَا إِنِّي (((أُوتِيتُ الْكِتَابَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ)))، أَلَا إِنِّي ((( أُوتِيتُ الْقُرْآنَ وَمِثْلَهُ مَعَهُ ))) ، أَلَا يُوشِكُ رَجُلٌ يَنْثَنِي شَبْعَانًا عَلَى أَرِيكَتِهِ يَقُولُ: عَلَيْكُمْ بِالْقُرْآنِ، فَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَلَالٍ فَأَحِلُّوهُ، وَمَا وَجَدْتُمْ فِيهِ مِنْ حَرَامٍ فَحَرِّمُوهُ، أَلَا لَا يَحِلُّ لَكُمْ لَحْمُ الْحِمَارِ الْأَهْلِيِّ، وَلَا كُلُّ ذِي نَابٍ مِنَ السِّبَاعِ، أَلَا وَلَا لُقَطَةٌ مِنْ مَالِ مُعَاهَدٍ إِلَّا أَنْ يَسْتَغْنِيَ عَنْهَا صَاحِبُهَا، وَمَنْ نَزَلَ بِقَوْمٍ، فَعَلَيْهِمْ أَنْ يَقْرُوهُمْ (1) ، فَإِنْ لَمْ يَقْرُوهُمْ، فَلَهُمْ أَنْ يُعْقِبُوهُمْ بِمِثْلِ قِرَاهُمْ "صحيح رواه أحمد في المسند (28 / 410) (17173) وأبو داود في سننه (4 / 200) (4604) وغيرهما .

    - وعن النبي صلى الله عليه وسلم قال: "أعطيت السبع الطوال مكان التوراة، وأعطيت المئين مكان الإنجيل، وأعطيت المثاني مكان الزبور، وفضلت بالمفصل" حسنه الألباني

الخلاصة:
كلام الله المباشر من وراء حجاب ( بالألقاء والتلقي) قال تعالى: ( أو يكلمه الله جهرا من وراء حجاب)  

الشاهد:
 قوله تعالى  في سورة القصص:
(فَلَمَّا أَتَاهَا نُودِيَ مِنْ شَاطِئِ الْوَادِ الْأَيْمَنِ فِي الْبُقْعَةِ الْمُبَارَكَةِ مِنَ (الشَّجَرَةِ ) أَنْ يَا مُوسَىٰ إِنِّي أَنَا اللَّهُ رَبُّ الْعَالَمِينَ)

&- ففي تفسير بن كثير ج3 ص 392: 
عن موسى عليه السلام وكيف (كان ابتداء إيحاء الله إليه وتكليمه له) وما كنت بجانب الغربي إذ ( قضينا إلى موسى الأمر ) يعني ما كنت يا محمد بجانب الجبل الغربي الذي (كلم الله موسى من الشجرة) التي هي شرقية على شاطى ء الوادي ( وما كنت من الشاهدين )

&- وبتفسير القرطبي رحمه الله: 
لقوله تعالى( نودي من شاطئ الوادي الأيمن) قال المهدوي (وكلم الله تعالى موسى عليه السلام من فوق عرشه وأسمعه كلامه من الشجرة ) على ما شاء انتهى منه .

&- وبتفسير بن كثير ج3 ص 357 :
قال تعالى ( فلما جاءها نودي أن بورك من في النار ومن حولها ) أي فلما أتاها ورأى منظرا هائلا عظيما حيث انتهى إليها والنار تضطرم في (شجرة خضراء) لا تزداد النار إلا توقدا ولا تزداد الشجرة إلا خضرة ونضرة ثم رفع رأسه،،،،  (فإذا نورها متصل بعنان السماء) قال بن عباس وغيره لم تكن نارا وإنما كانت نورا يتوهج وفي رواية عن بن عباس نور رب العالمين فوقف موسى متعجبا مما رأى ( فنودي أن بورك من في النار)

&- وفي تفسير بن عبد البر ج 18 ص14 :
"…قال له ادم ومن أنت قال أنا موسى قال أنت نبي بني إسرائيل الذي كلمك
 الله (من وراء حجاب) لم يجعل بينك وبينه رسولا من خلقه.(انتهى)

النتيجة: 
(الإلقاء) يكون للكلمة التي يقضي بها الله أي( كلامه وأوامره) التي (تلقى) وليست كلامه وأوامره التي توح
 فكلمة الله يجريها على لسان المتلقي لها جهرا 
"فتلقى ادم من ربه كلمات …"، فهي ليست للمخاطبة مع المتلقي نفسه من قوتها، 
فمعنى أن يكلم الله بشرا مباشرة، أي من وراء حجاب"أي بواسطة 
"كالشجرة أو بلسان شخص آخر او ملك وذلك لما للكلمة من قوة بمثل القوة في عدم النظر إليه جل شأنه، 
فيكون المتلقي (واسطة) لينطق بكلمة الله التي تجرى على لسانه بدون تدخل لأرادته في النطق بالكلمة كآدم .

ملاحظة: 
لم يقتصر كلام الله المباشر مع البشر على (موسى) عليه السلام فقط 
قال تعالى(إني اصطفيتك على الناس برسالاتي وبكلامي)

&-ففي تفسير القرطبي ج7ص280: 
الاصطفاء الاجتباء أي فضلتك ولم يقل على الخلق لأن من هذا الاصطفاء أنه كلمه وقد كلم الملائكة 
وأرسله وأرسل غيره فالمراد على الناس المرسل إليهم(أنتهى)
ولقوله تعالى "تلك الرسل فضلنا بعضهم على بعض منهم من كلم الله ورفع بعضهم درجات…"
فكلمة (منهم من كلم الله) تفيد التعدد.

&_وفي مسند احمد 21257:
حَدَّثَنَا أَبُو الْمُغِيرَةِ حَدَّثَنَا مُعَانُ بْنُ رِفَاعَةَ حَدَّثَنِي عَلِيُّ بْنُ يَزِيدَ عَنِ الْقَاسِمِ أَبِي عَبْدِ الرَّحْمَنِ عَنْ أَبِي أُمَامَةَ ..عن أَبَا ذَرٍّ قَالَ …… قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ فَأَيُّ الْأَنْبِيَاءِ كَانَ أَوَّلَ قَالَ آدَمُ عَلَيْهِ السَّلَام قَالَ قُلْتُ يَا نَبِيَّ اللَّهِ أَوَنَبِيٌّ كَانَ آدَمُ قَالَ نَعَمْ،،،
،،،،  ( نَبِيٌّ "مُكَلَّمٌ" خَلَقَهُ اللَّهُ بِيَدِهِ ثُمَّ نَفَخَ فِيهِ رُوحَهُ) 
ثُمَّ قَالَ لَهُ يَا آدَمُ قُبْلًا قَالَ قُلْتُ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَمْ وَفَّى عِدَّةُ الْأَنْبِيَاءِ قَالَ مِائَةُ أَلْفٍ وَأَرْبَعَةٌ وَعِشْرُونَ أَلْفًا الرُّسُلُ مِنْ ذَلِكَ ثَلَاثُ مِائَةٍ وَخَمْسَةَ عَشَرَ جَمًّا غَفِيرًا *

النتيجة:
ملائكة الكلمة تحمل أوامر الله وكلامه وتلقيه للمخاطبه او لتنفيذ أوامر الله  قال تعالى: "وكلمته ألقاها الى مريم"
.________________________________________________________________  
(ثانيا: الإيحاء) الإيحاء نفث ينفث في القلب فيكون إلهاما في داخل الإنسان ويقوم به الروحاني.
.________________________________________________________________
استكمالا للشرح في قوله تعالى"وما كان لبشر أن يكلمه الله (إلا وحيا) أو( من وراء حجاب) أو (يرسل رسولا فيوحي) بإذنه….الآيه (سبق الشرح كلام الله من وراء حجاب والآن سنتكلم عن الوحي والرسول)

أ:كلام الله بالوحي:
==============
&- في تفسير القرطبي 16 ص 53 : 
لقوله تعالى ( وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا ) سبب ذلك أن اليهود قالوا للنبي صلى الله عليه وسلم ألا تكلم الله وتنظر إليه إن كنت نبيا كما كلمه موسى ونظر إليه فإنا لن نؤمن لك حتى تفعل ذلك فقال النبي صلى الله عليه وسلم (إن موسى لن ينظر إليه) فنزل قوله وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا) ذكره النقاش والواحدي والثعلبي( وحيا ) ،
قال مجاهد" نفث ينفث في قلبه فيكون إلهاما ومنه قوله صلى الله عليه وسلم( إن روح القدس نفث في روعي إن نفسا لن تموت حتى تستكمل رزقها وأجلها فاتقوا الله وأجملوا في الطلب خذوا ما حل ودعوا ما حرم ( أو من وراء حجاب ) أخرجه بن أبي الدنيا في القناعة وصححه الحاكم (فتح الباري)أنتهى

-والنفث هو أقل من النفخ: ففي صحيح البخاري : حَدَّثَنَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ يُوسُفَ حَدَّثَنَا اللَّيْثُ قَالَ حَدَّثَنِي عُقَيْلٌ عَنِ ابْنِ شِهَابٍ أَخْبَرَنِي عُرْوَةُ عَنْ عَائِشَةَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا أَنَّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ كَانَ إِذَا أَخَذَ مَضْجَعَهُ (نَفَثَ فِي يَدَيْهِ) وَقَرَأَ بِالْمُعَوِّذَاتِ وَمَسَحَ بِهِمَا جَسَدَهُ *

&- ولتعريف كيفية الوحي في مسند أحمد قال :
 حَدَّثَنَا عَبْدُاللَّهِ بْنُ يُوسُفَ قَالَ أَخْبَرَنَا مَالِكٌ عَنْ هِشَامِ بْنِ عُرْوَةَ عَنْ أَبِيهِ عَنْ عَائِشَةَ أُمِّ الْمُؤْمِنِينَ رَضِي اللَّهم عَنْهَا أَنَّ الْحَارِثَ بْنَ هِشَامٍ رَضِي اللَّهم عَنْهم سَأَلَ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ فَقَالَ يَا رَسُولَ اللَّهِ كَيْفَ يَأْتِيكَ الْوَحْيُ فَقَالَ رَسُولُ اللَّهِ صَلَّى اللَّهم عَلَيْهِ وَسَلَّمَ أَحْيَانًا (يَأْتِينِي مِثْلَ صَلْصَلَةِ الْجَرَسِ ) وَهُوَ أَشَدُّهُ عَلَيَّ فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِيَ الْمَلَكُ رَجُلًا فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ قَالَتْ عَائِشَةُ رَضِي اللَّهم عَنْهَا وَلَقَدْ رَأَيْتُهُ يَنْزِلُ عَلَيْهِ الْوَحْيُ فِي الْيَوْمِ الشَّدِيدِ الْبَرْدِ فَيَفْصِمُ عَنْهُ وَإِنَّ جَبِينَهُ لَيَتَفَصَّدُ عَرَقًا *…أنتهي

ب : (أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه")
=======================
أما الرسول المرسل من الملائكة فهو من المكلفين بأوامر النفخ فالإيحاء نفث من أوامر النفخ فهو يبلغ كلام الله لقوله (أو يرسل رسولا فيوحى بإذنه ما يشآء) فالمكلف بالإيحاء كروح القدس من الرسل الروحانيين لقوله تعالى " أرسلنا أليها روحنا…قال أنا رسول ربك.."الآية فيكلم الرسول الروحاني

اللغة المستخدمة في الإيحاء:
&- ففي المعجم الأوسط ج5 ص 47: 
يقول المحدث "حدثنا عبيد الله بن عبد الرحمن بن واقد قال حدثنا أبي قال حدثنا العباس بن الفضل عن سليمان بن ارقم عن الزهري عن سعيد بن المسيب عن آبى هريرة قال:" قال رسول الله صلى الله عليه وسلم والذي نفسي بيده ما انزل الله وحيا قط على نبي بينه وبينه إلا بالعربية ثم يكون هو بعد يبلغه قومه بلسانه.

&- وفي تفسير بن كثير ج3 ص 348: 
قال سفيان الثوري لم ينزل وحي( إلا بالعربية ) ثم ترجم كل نبي لقومه و(اللسان يوم القيامة بالسريانية) فمن دخل (الجنة تكلم بالعربية) رواه بن أبي حاتم

الخلاصة :
- الإيحاء يكون باللغة العربية وهو نفث ينفث في القلب فيكون إلهاما فهو من أوامر النفخة.

    - و كلام  الله مباشر بالإيحاء يكون عبر روح القدس " فما صح من حديث أَبِي أمامة أَنّ رَسُولَ اللَّهِ صَلَّى اللَّهُ عَلَيْهِ وَسَلَّمْ، قَالَ " إنّ (رُوحَ القُدُسِ نَفَثَ في رُوعِي) أنّ نَفْساً لنْ تَمُوتَ حَتّى تَسْتَكْمِلَ أجَلَها وَتَسْتَوْعِبَ رِزْقَها، فاتّقُوا الله وأجْمِلُوا في الطَّلبِ، ولا يَحْمِلنَّ أحَدَكُمُ اسْتِبْطاءُ الرِّزْقِ أنْ يَطْلُبَهُ بِمَعْصِيَةِ الله، فإنّ الله تعالى لا يُنالُ ما عِنْدَهُ إلاّ   بِطاعَتِهِ. رواه أبو نعيم في حلية الأولياء وصححه الألباني

الشاهد 
روح القدس هو الوسيط  (لبث كلام الله المباشر) مع نبينا المصطفى صل الله عيه وسلم   بالإيحاء عبر الروحانيين  
- أما الرسل الذي يرسله الله لأنبيائه فهم من الروحانيين "كالروح الأمين جِبْرِيل  " وهم المعهود لهم بالإيحاء من السماء الدنيا  وتبليغ كلام الله.

- أما كلمة الله المباشرة مع البشر تكون بواسطة ( حجاب)بمتلقي ينطق بها كإنسان أو بشجره (فوجود الحجاب من الضروري لقوة الكلمة)    فالمتلقي لكلمة الله من البشر ليست للمخاطبة معه وإنما تجرى على لسانه"كآدم عليه السلام"او الشجرة او بملك
ويأتي الشرح لكيفية الجمع بين (الكلمة والنفخة) لروح ألقدس ليكون هو حجاب النور

شواهد قرآنية تدل على وجود الإلقاء للكلمة على لسان بشر أو بوسيط ملائكي:
 لوجود الحوار مع الله تعالى:
&-مخاطبة الله تعالى للحواريين على لسان عيسى عليه السلام: (فالتبس على النصارى الأمر من بعد الحواريين).
- قال تعالى( إذ قال الحواريون ياعيسى بن مريم هل يستطيع ربك أن ينزل علينا مائدة من السماء 
قال اتقوا الله إن كنتم مؤمنين"
- فقال تعالى( قال الله إني منزلها عليكم فمن يكفر بعد منكم فإني أعذبه عذابا لا أعذبه أحدا من العالمين)

الشاهد: 
صيغة الجمع في المخاطبة من الله لا تشمل عيسى عليه السلام لدلاله تلقيه الكلمة على لسانه (أو بوسيط ملائكي) حيث كانت المخاطبة مباشرة مع الحواريين وليست بصيغة الغائب أو بصيغة التبليغ.

&- شواهد قرآنية في مخاطبة الله لزكريا عليه السلام لوجود حوار.
حيث كانت الملائكة نادته في المحراب لتبشره بالولد فقالت:
قال تعالى عن قولهم في القرآن الكريم  " يا زكريا إنا نبشرك بغلام اسمه يحيى لم نجعل له من قبل سميا.،،،
(قال) رب أنى يكون لي غلام وكانت امرأتي عاقرا وقد بلغت من الكبر عتيا .
(قال) كذالك قال ربك هو على هين وقد خلقتك من قبل ولم تك شيئا
 (قال) رب اجعل لي ءاية قال ءايتك ألا تكلم الناس ثلاث ليال سويا" مريم

&- شواهد قرآنية في مخاطبة الله لمريم لوجود حوار.قوله 
"إِذْ قَالَتْ الْمَلَائِكَةُ يَامَرْيَمُ إِنَّ اللَّهَ يُبَشِّرُكِ بِكَلِمَةٍ مِنْهُ اسْمُهُ الْمَسِيحُ عِيسَى ابْنُ مَرْيَمَ وَجِيهًا فِي الدُّنْيَا وَالْآخِرَةِ وَمِنْ الْمُقَرَّبِينَ(45)وَيُكَلِّمُ النَّاسَ فِي الْمَهْدِ وَكَهْلًا وَمِنْ الصَّالِحِينَ(46) ،،،
،(قَالَتْ)، رَبِّ أَنَّى يَكُونُ لِي وَلَدٌ وَلَمْ يَمْسَسْنِي بَشَرٌ… "،
" ….(قَالَ) كَذَلِكِ اللَّهُ يَخْلُقُ مَا يَشَاءُ إِذَا قَضَى أَمْرًا فَإِنَّمَا يَقُولُ لَهُ كُنْ فَيَكُونُ(47)آل عمران

النتيجة : 
وجود الحوار يدل على كلام الله من وراء حجاب أو بالوسيط سواء على لسان بشر متلقي (أو بملك ):

1- فالمتلقي للكلمة تجرى على لسانه كلمة الله وليست هي لغة المخاطبة مع المتلقي نفسه لقوة الكلمة عليه كما كلم الله تعالى موسى وأسمعه كلامه من الشجرة ،وكذلك " فتلقى ادم من ربه كلمات…" ليرددها على لسانه فقط

-في صحيح البخاري: عن حديث أبي هريرة وغيره أن النبي صلى الله عليه وسلم قال:
" إذا (قضى الله الأمر) في السماء ضربت الملائكة بأجنحتها خضعانا لقوله كأنه سلسلة على صفوان ينفذهم ذلك حتى إذا فزع عن قلوبهم قالوا ماذا قال ربكم قالوا الحق وهو العلي الكبير"
ففي رد البخاري بحديث الباب والآية وفيه "انهم إذا ذهب عنهم الفزع قالوا لمن فوقهم ماذا قال ربكم فدل ذلك على انهم سمعوا قولا لم يفهموا معناه من أجل فزعهم " (أنتهي كلامه) .

2-أما( الإيحاء) فيكون في النفس فيفصم عن الموحي وهو يعيما قيل ولكنها ليست للحوار معه ولا مع الأخريين لقوله صلى الله عليه وسلم"فَيُفْصَمُ عَنِّي وَقَدْ وَعَيْتُ عَنْهُ مَا قَالَ".

3 -والرسول يبلغ"لقوله صلى الله عليه وسلم"وَأَحْيَانًا يَتَمَثَّلُ لِيَ الْمَلَكُ رَجُلًا فَيُكَلِّمُنِي فَأَعِي مَا يَقُولُ"

النتيجة :
"وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب أو يرسل رسولا فيوحي بإذنه ما يشاء"
ففي فتح الباري (ج8 ص 609):
قال"وتقريره أنه سبحانه وتعالى حصر تكليمه لغيره في ثلاثة أوجه:
&- الحالة الأولى:وهي الوحي بان يلقى في روعه ما يشاء .
&-الحالة الثانية :أو يكلمه بواسطة من وراء حجاب.
&-الحالة الثالثة : أو يرسل إليه رسولا فيبلغه عنه .

النتيجة:
&- في أضواء البيان ج2 ص455: 
في قوله تعالى ( وإذ أوحيت إلى الحوارين ) 
قال بعض العلماء معناه أوحيت إلى الحواريين (إيحاء حقيقيا بواسطة عيسى ) عليه السلام   انتهى
الشاهد :
بأعتبار ان عيسى عيه السلام تأيد بنفخة روح القدس  ليستقبل الإيحاء كالروحانيين  ويأتي شرحة

الخلاصة:
،حكي القشيري أن (الروحانيون) صنف من الملائكة جعلوا حفظة على سائرهم وأن (الملائكة لا يرونهم) كما لا نرى نحن الملائكة وقال مقاتل هم أشرف الملائكة وأقربهم من الله تعالى وقيل إنهم جند من جند الله عز وجل من غير الملائكة رواه مجاهد عن ابن عباس مرفوعا ذكره الماوردي ...الخ 
ويظهر الفارق بينهما في قوله:"  يوم يقوم (الروح) و(الملائكة) صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن وقال صوابا"
.________________________________________________________________
النتيجة:
-  أولا: هناك الملائكة:   
------------------                                
 وهم مخلقون بكلمة الله (كن) (ففي حديث الملائكة لله تعالى  بقولهم عن آدم وذريته ... فاجعل لهم الدنيا ولنا الآخرة فقال الله عز وجل "لا أجعل من خلقته بيدي كمن قلت له كن فكان..."  
& وظيفة :الملائكة هم الموكلون بإلقاء كلمة الله : كالملقيات ذكرا  

- ثانيا: هناك الروحانيون : 
-----------------------                                
    "وهم الموكلون على النفخ أو النفث (وهو أقل من النفخ كالتفل) لأوامر الله  كالنفخ في الصور وعليه ( إسرافيل ) والروح الأمين (جبريل عليه السلام )وهو موكل على الإيحاء(كنفث ينفث) وكذلك والريح (كنفث ينفث وهو أقل من النفخ) وكذلك  ملك الموت على الأرواح وروح القدس  
قال تعالى.(فاتخذت من دونهم حجابا فأرسلنا إليها ((روحنا فتمثل لها بشرا سويا))  وكذلك باقي الروحانيين الموكلون بالنفخ لامر الله(وهي نفخة تخرج من الروح كما جاء في التفسير) وهم مخلوقون من نفخة الله 

الشاهد:
- الروحانيون غير موكلون بالإلقاء لكلمة الله فهناك صنف آخر للملائكة "المخلقون( بكن) هم الموكلون بالإلقاء لكلمة الله (كالملقيات ذكرا) فكلمة الله تلقى قال تعالى (وكلمته القاها الى مريم )وكذلك ( القرآن الكريم ألقي من اللوح المحفوظ للسماء الدنيا )،             .

- أما (النفخة )التي ينفخها (الروحاني)  لا يلقى بها من السماء (فالروح لا يلقى الروح)  التي نفخها من السماء ولكن يجب نزوله للأرض لينفخ بما أمره الله . 
الشاهد: 
ففي مسند أحمد بن حنبل قال:حدثنا عبد الله حدثني أبى ثنا عفان ثنا حماد بن سلمة ثنا أبو جعفر الخطمي عن عمارة بن خزيمة بن ثابت ان أباه قال رأيت في المنام كأني أسجد على جبهة رسول اللهصلى الله عليه وسلم فأخبرت بذلك رسول الله صلى الله عليه وسلم  فقال:( ان الروح لا يلقى الروح) واقنع رسول الله صلى الله عليه وسلم رأسه هكذا فوضع جبهته على جبهة النبي صلى الله عليه وسلم

 س- السؤال أذا كان الروح لا يلقي الروح فكيف تتنزل الروح المنفوخة أو المنفوثة إلى الأرض.؟
------------------------------------------------------------
  & - في تفسير الطبري قال: في تفسيره لقوله "يوم يقوم الروح والملائكة صفا لا يتكلمون إلا من أذن له الرحمن في الكلام وقال صوابا روى بن عباس عن النبي صلى الله عليه وسلم أنه قال الروح في هذه الآية جند من جنود الله تعالى ليسوا ملائكة لهم رؤوس وأيد وأرجل ،،،،( ثم قرأ يوم يقوم الروح والملائكة صفا فإن هؤلاء جند وهؤلاء جند وهذا قول أبي صالح ومجاهد ،،، 
وقال العوفي والقرظي هذا مما كان يكتمه بن عباس قال الروح خلق من خلق الله على صور بني آدم (وما نزل ملك) من السماء (إلا ومعه واحد من الروح) السابع أرواح بني آدم تقوم صفا فتقوم الملائكة صفا وذلك بين النفختين قبل أن ترد إلى الأجساد.

النتيجة :  
  . يتنزل الروحاني متلبس بأبدان ملائكة الكلمة وملائكة الكلمة لا ينزلون إلا بالروحانيين

قال تعالى " تَنَزَّلُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ فِيهَا "    
  فالروحاني لا ينزل الا مع الملك الكوني لتكون علاقته معه (كعلاقة الروح للجسد).

الشاهد::-                                                                                                                                                 - قال تعالى "قُلْ لَوْ كَانَ فِي الْأَرْضِ مَلَائِكَةٌ يَمْشُونَ مُطْمَئِنِّينَ لَنَزَّلْنَا عَلَيْهِمْ مِنْ السَّمَاءِ مَلَكًا رَسُولًا"الإسراء
- وقال"لو ما تأتينا بالملائكة إن كنت من الصادقين ما ننزل الملائكة إلا بالحق وما كانوا إذا منظرين " الحجر
- وقال:وَقَالُوا لَوْلَا أُنزِلَ عَلَيْهِ مَلَكٌ وَلَوْ أَنزَلْنَا مَلَكًا لَقُضِيَ الْأَمْرُ ثُمَّ لَا يُنظَرُونَ"الأنعام
- وقال" يُنَزِّلُ الْمَلَائِكَةَ بِالرُّوحِ مِنْ أَمْرِهِ عَلَى مَنْ يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ أَنْ أَنذِرُوا أَنَّهُ لَا إِلَهَ إِلَّا أَنَا فَاتَّقُونِي"النحل
-وقال"تَعْرُجُ الْمَلَائِكَةُ وَالرُّوحُ إِلَيْهِ فِي يَوْمٍ كَانَ مِقْدَارُهُ خَمْسِينَ أَلْفَ سَنَةٍ"المعارج ( مساواة التوقيت لوحدتهم). 
                                           
الخلاصة: 
قول الرسول : "فقال ان الروح لا يلقى الروح ،،،".يثبت أن الروحانيين لايلقون كلام الله فهناك الملائكة المخلوقين بكن (كالملقيات ذكرا )،يلقون امر الله بالكلمة( كقوله تعالى وكلمته القاها الى مريم ) ، 
اما الروحانيون فهم ينفخون وينفثون بالإيحاء كالقرآن. ونفخ الروح

استثناء:
  في قوله تعالى  :  ((( يلقي الروح ))) من أمره على من يشاء من عباده لينذر يوم التلاق)) .
فالروح لتلقى كما قال المصطفي صل الله عليه وسلم. ،ولكن في هذه الآية  كا ليلة القدر
 في الحديث الصحيح عنِ ابنِ عبَّاسٍ قال : 
"الرُّوحُ مِنَ اللَّهِ ، وخَلْقٌ مِنْ خَلقِ اللَّهِ وصُوَرٌ كبني آدمَ ،(لا ينزل ملَكٌ إلا ومعه واحدٌ منَ الرُّوحِ)"

الراوي: - المحدث: ابن حجر العسقلاني -المصدر: فتح الباري لابن حجر - الصفحة أو الرقم: 8/254
خلاصة حكم المحدث: إسناده صحيح قال تعالى {تنزل الملائكة والروح فيها...}

الشاهد:
ان الله يلقى (الملك الكوني) من السماء، ويكون (الروحاني) متلبس بجسده  .
 قال تعالى (((تتنزل الملائكة والروح فيها)) (فالروحانين لاينزلون الا (بالملائكة الكونيين) كما ذكر في الحديث 
القول في تأويل قوله تعالى قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا
 وقوله قوله تعالى (ما ننزل الملائكة إلا بالحق)

النتيجة
لذلك تلبس على النصاري فهم يعرفون ان روح القدس هو الذي جاء بالنفخة وتسمي عندهم (الاهوت ) ،،،،،،
اما كلمة الله ( الناسوت ) فلا يعلمون من اين جاءت الى اليوم.
 وقد أوضحها الله تعالى في قوله( وكلمته القاها الى مريم وروح منه) 
ليكون الروحاني مصحوبا مع الملك الكوني متلبسا في  جسده لتكون العلاقة بينهما كعلاقة الروح بالجسد.

الخلاصة : 
(الروحانيون ) بتلبسهم اجساد (الملائكة الكونيين )ليكونوا هم "حجاب النور"  
- (بتلقي) "كلام الله" بأجساد الملائكة الكونيين المتلبسين فيها 
- (وبرؤية) الله جل شآنه من خلال نورهم ليكونوا جميعا شبكة في الرؤيه كالمرآة العاكسة  ومنهم جسد عيسى لتظهر الرؤية لله تعالى من النور الذي يشع من جسده لكون روح القدس نفخ فيه نفخة التأييد. 

الشاهد:

﴿ اللَّهُ نُورُ السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ مَثَلُ نُورِهِ كَمِشْكَاةٍ فِيهَا مِصْبَاحٌ الْمِصْبَاحُ فِي زُجَاجَةٍ الزُّجَاجَةُ كَأَنَّهَا كَوْكَبٌ دُرِّيٌّ يُوقَدُ مِنْ شَجَرَةٍ مُبَارَكَةٍ زَيْتُونَةٍ لَا شَرْقِيَّةٍ وَلَا غَرْبِيَّةٍ يَكَادُ زَيْتُهَا يُضِيءُ وَلَوْ لَمْ تَمْسَسْهُ نَارٌ نُورٌ عَلَى نُورٍ يَهْدِي اللَّهُ لِنُورِهِ مَنْ يَشَاءُ وَيَضْرِبُ اللَّهُ الْأَمْثَالَ لِلنَّاسِ وَاللَّهُ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ ﴾[ سورة النور:35]

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى قوله تعالى : "يفرقون بين المرء وزوجه"

من اسرار القرآن الكريم والانجيل الحور العين

إيضاح البيان لأسرار القرآن عن معرفة المحكم والمتشابه وسر الحروف المقطعة