اسرار القرآن الكريم والانجيل لكيفية خلق النفس في السماء

بيان الى العلماء وجميع الطوائف الدينية  وكذلك لأهل الكتاب 



عن اسرار القرآن الكريم والانجيل

لكيفية خلق النفس في السماء قال تعالى:
 ﴿ وَنَفْسٍ وَمَا سَوَّاهَا*فَأَلْهَمَهَا فُجُورَهَا وَتَقْوَاهَا*قَدْ أَفْلَحَ مَنْ زَكَّاهَا*وَقَدْ خَابَ مَنْ دَسَّاهَا ﴾الشمس.


بقلم المستشار محمد مجدي رياض عبدالمنعم ادريس

(ابو عبدالله ) المدينة الجوية 



قال تعالى (ولقد خَلَقْنَاكُمْ ثُمَّ صَوَّرْنَاكُمْ)
ماهو  المقصود بصورناكم ؟؟



ثبت في الحديث الصحيح  بأن الصالحين من المؤمنين يشفعون في إخوانهم الذين في النار وهم الذين خلطوا عملاً صالحاً وآخر سيئاً.فيقول الله" من كان في قلبه مثقال دينار من إيمان فأخرجوه من النار" الى أخر الحديث،،،  الى قوله (ويحرم الله صورهم على النار)، ( انتهى)



الشاهد:
كان الخروج من النار لمن تشفع فيهم الصالحين  كما ورد في الحديث ( بتحريم صورهم فقط) على النار ولم يقل الله (بتحريم الإنسان بالكلية ) وكلمة صورة الأنسان هي مذكورة ايضا في قوله تعالى: "وَلَقَدْ (خَلَقْنَاكُمْ) ثُمَّ (صَوَّرْنَاكُمْ)"



فما هو المقصود بصورة الأنسان التي حرمها الله على النار؟؟

---------------------------------------------
الآجابة :  
 (المقصود (بصورة )الإنسان في قوله تعالى " وَلَقَدْ خَلَقْنَاكُ (ثم) صورناكم " لتفيد( ثم ) الترتيب مع التراخي ليكون مرحلة الخلق للأجساد اولا ثم يتلوها مرحلة التصوير( الذي جاء في السماء مع سجود الملائكه من بعدها ) في قوله تعالى: "ولقد خلقناكم (ثم) صورناكم (ثم) قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا،،،،"الاعراف
- معنى كلمة صورناكم  : 
  ذكر التصوير في آيات عديدة واحاديث :
- قال تعالى" ولقد خلقناكم ثم(صَوَّرْنَاكُمْ) الاعراف   
 - (ويحرم الله صورهم على النار)، 
- قال تعالى﴿وصوركم فأحسن صوركم﴾ [غافر]، ( يجئ الانسان على صورة نفسه )
-قال تعالى وقال: ﴿في أي صورة ما شاء ركبك﴾ [الأنفطار]،
- قال تعالى﴿ويصوركم في الأرحام﴾ [آل عمران



جاء في التفسير المعنى (للصوره): 

أي صور الصورة:  ما ينتقش به الأعيان، ويتميز بها غيرها، وذلك ضربان: 
* &- أحدهما (محسوس) يدركه (الخاصة والعامة)،
    بل يدركه الإنسان وكثير من الحيوان كصورة الإنسان والفرس، والحمار بالمعاينة،



* &- والثاني: (معقول) يدركه ( الخاصة دون العامة) :

، كالصورة التي اختص الإنسان بها من العقل، والروية، والمعاني التي خص بها شيء بشيء، وإلى الصورتين أشار بقوله تعالى: ﴿ثم صورناكم﴾ [الأعراف]،  ،،،،، 
وقال عليه السلام: (إن الله خلق آدم على صورته) الحديث عن أبي هريره عن النبي صلى الله عليه وسلم قال:      
 (إذا ضرب أحدكم فليجتنب الوجه، فإن الله خلق آدم على صورته) أخرجه أحمد ( انتهى)،،،  



- وثبت عن الرسول صلى الله عليه وسلم، في الصحيحين أنه قال عليه الصلاة والسلام: (إن الله خلق آدم على صورته)  وجاء في رواية أحمد وجماعة من أهل الحديث ومنهم بن حجر: على صورة الرحمن،) ،،،، (دون تشبيه او تمثيل)

فقد نهى النبي صلى الله عليه وسلم عن التفكر في ذات الله تعالى، وأمر بالتفكر في آياته، كما في معجم الطبراني عن ابن عمر رضي الله عنهما قال: قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: تفكروا في آلاء الله ولا تتفكروا في الله. 



فلا يجوز للمسلم أن يتخيل شكلاً لذات الله سبحانه وتعالى، لأن كل شكل يتخيله العقل أو يخطر بالبال، فإن الله تعالى بخلافه قال الله عز وجل: لَيْسَ كَمِثْلِهِ شَيْءٌ وَهُوَ السَّمِيعُ الْبَصِيرُ [الشورى: 11]

ماهو المقصود بالتصوير:  في قوله تعالى (خلقناكم ثم (صورناكم) :
 " خلقناكم" فقد سبق وأن أوضحنا بأن آدم عليه السلام قد خلق في الارض كجسد  من تراب بكن .
،،،،، (وكان منجدل في (طينته) مابين مكة والطائف حِيْن من الدهر لسلسلة مراحل خلقه، 



أما في في قوله تعالى "،،،، ثم (صورناكم) ثم قلنا للملائكة اسجدوا لآدم فسجدوا"،،،،،،) الآيه

وهي مرحله ثانية بعد خلق ادم  والبشر  في الأرض وهي (مرحلة التصوير والنفخة في السماء)  بسجود الملائكة ثم سكن آدم  بالجنة حيث تعد تلك المرحلة هي بناء( نفس الإنسان)  في السماء حيث قبض الله قبضة من الآرض لبناء النفس 



وفقا للتالي :

قال الإمام أحمد : حدثنا يحيى بن سعيد ، حدثنا عوف ، حدثنا قسامة بن زهير ، عن أبي موسى ، عن النبي صلى الله عليه وسلم قال : " إن الله خلق آدم من قبضة قبضها من جميع الأرض ، فجاء بنو آدم على قدر الأرض ، جاء منهم الأحمر والأسود والأبيض ، وبين ذلك ، والخبيث والطيب ، وبين ذلك " . وقد رواه أبو داود والترمذي ، من طرق ، عن عوف الأعرابي ، به نحوه . وقال الترمذي : حسن صحيح . وصحّحه الألباني 
،، 
ولمعرفة كيفية التصوير :
نرجع لقوله تعالى في قصه عيسى عليه السلام في (التخليق): قال تعالى:
(وإذ تخلق من الطين (كهيئة الطير) بإذني فتنفخ فيها فتكون طيرا بإذني)



الشاهد:

ليكون هناك من الطين نموذج  (مصور)  بشكل الطير ثم تأتي النفخة لإحياء النموذج المصنع،،،
فالطين والصلصال والفخار والحمأ المسنون : كان لأكتمال البناء للجسد المخلوق من التراب في الأرض ومنجدل بالطين
 ثم كان  بناء ( هيكل ) بالسماء مصور بصورة الإنسان لخلق (النفس ) بالنفخ فيه .



& -  ففي النص الشرعي يثبت بأن (التصوير للنفس) كان في السماء (بعمل نموذج لآدم) من الطين .

    فقد روى مسلم في صحيحه عن أنس رضي الله عنه، أنّ رسول الله  صلى الله عليه وسلم- 
قال:" لمّا (صوّر) الله آدم عليه السّلام  (في الجنّة)، تركه ما شاء الله أن يتركه، فجعل إبليس يطيف به ينظر ما هو، فلما رآه أجوف عرف أنّه خلق خلقاً لا يتمالك ".



قال النووي: قوله صلى الله عليه وسلم ـ يطيف به ـ استدار حواليه. 

قوله صلى الله عليه وسلم: فلما رآه أجوف ـ علم أنه خلق خلقاً لا يتمالك، الأجوف صاحب الجوف. 
وقيل: هو الذي داخله خال. 
ومعنى ـ لا يتمالك ـ لا يملك نفسه ويحبسها عن الشهوات. وقيل: لا يملك دفع الوسواس عنه.وقيل: لا يملك نفسه عند الغضب. والمراد جنس بني آدم. 
انتهى من شرح صحيح مسلم للنووي



الشاهد: (في الحديث فلما رآه أجوف)

 كان بناء ( هيكل ) بالسماء مصور بصورة الإنسان لخلق (النفس) لينفخ فيه لأحياءه كَنَفْس لآدم
النتيجة:
  لذلك نجد تحذير من عمل تلك النماذج بالتصوير ففي الحديث قد أخبر النَّبي صلى الله عليه وسلم : "أن (المصوِّر) تُجمع له يوم القيامة صُوَرُه التي صوَّرَها في الدُّنيا ويُطالَب بنفخِ الرُّوح فيها؛ تعجيزًا له، وتعذيبًا له!"
.________________________________________________________________
ماذا قال اهل الكتاب عن الصورة:
&- جاء في الوصايا العشرة لموسى عليه السلام: 
    * لاَ يَكُنْ لَكَ آلِهَةٌ أُخْرَى أَمَامِي.
    * لاَ تَصْنَعْ لَكَ تِمْثَالًا مَنْحُوتًا، وَلاَ صُورَةً مَا مِمَّا فِي السَّمَاءِ مِنْ فَوْقُ، وَمَا فِي الأَرْضِ مِنْ تَحْتُ، وَمَا فِي الْمَاءِ مِنْ تَحْتِ الأَرْضِ. لاَ تَسْجُدْ لَهُنَّ وَلاَ تَعْبُدْهُنَّ



&- ويقول البابا شنوده الثالث: 

    * الإنسان الروحي هو صورة الله في قصة خلق الإنسان: "نعمل الإنسان على صورتنا كشبهنا، فخلق الله الإنسان على صورته، على صورة الله خلقه" (تك 1: 26، 27)
    * ‫الذي صُنع علي صورة الله هو إنساننا الداخلي غير المنظور، غير الجسدي، غير المائت ولا فانٍ. بهذه السمات الحقيقية تتصف صورة الله وبها تُعرف[67].      ( ‬العلامة أوريجينوس‫ ‬)
-------------------------------------------------------------
& -  مرحلة النفخ في المصور قال تعالى:" فَإِذَا سَوَّيْتُهُ وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ " الحجر،،،
-------------------------------------------------------------
س : ماهي أهمية؛النفخة في قوله تعالى(وَنَفَخْتُ فِيهِ مِنْ رُوحِي)كسبب لسجود الملائكة لأدم من بعد تسويته" 
الأجابة: 
ترجع أهمية النفخة لآدم لأنه اصبح نفسا حيث "حمل آدم  فيها الأمانة في السماء"  
قال تعالى  " إِنَّا عَرَضْنَا الْأَمَانَةَ عَلَى السَّمَاوَاتِ وَالْأَرْضِ وَالْجِبَالِ فَأَبَيْنَ أَن يَحْمِلْنَهَا وَأَشْفَقْنَ مِنْهَا وَحَمَلَهَا الْإِنسَانُ ۖ إِنَّهُ كَانَ ظَلُومًا جَهُولًا (72) (لِّيُعَذِّبَ) اللَّهُ الْمُنَافِقِينَ وَالْمُنَافِقَاتِ وَالْمُشْرِكِينَ وَالْمُشْرِكَاتِ (وَيَتُوبَ) اللَّهُ عَلَى الْمُؤْمِنِينَ وَالْمُؤْمِنَاتِ ۗ وَكَانَ اللَّهُ غَفُورًا رَّحيما)الاحذاب ،
الشاهد:
 اقترنت الآمانة بالجزاء(بالثواب والعقاب(ليعذب) لحمل الإنسان الأمانة بالتعاليم التي حملت بالنفس).
.________________________________________________________________
& - كان تعليم آدم في السماء من بعد خلق نفسه:
قال تعالى:( وَعَلَّمَ آدَمَ الْأَسْمَاءَ كُلَّهَا ثُمَّ عَرَضَهُمْ عَلَى الْمَلَائِكَةِ فَقَالَ أَنبِئُونِي بِأَسْمَاءِ هَٰؤُلَاءِ إِن كُنتُم صادقين)البقرة 



في قوله تعالى " وعلم آدم الأسماء كلها " كانت تلك الواقعة في السماء  بتعليم آدم (كنفس فقط) من الله (جل جلاله) والملائكة كانوا حاضرون (وهم أهل السماء) ومازال جسده منجدل في الارض بين مكة والطائف كما ذكر.



وبالطبع لم تكن تلك الواقعة في تعليم آدم على الأرض وإنما كانت في السماء عند الله، بمقر الملائكة  قال تعالى : ( قل لو كان في الأرض ملائكة يمشون مطمئنين لنزلنا عليهم من السماء ملكا رسولا) الإسراء

.________________________________________________________________
&- خلقت الأنفس للبشر في السماء من نفس آدم التي خلقها الله في السماء من النموذج المصور
#- قال تعالى ( ياأيها الناس اتقوا ربكم الذي (خلقكم) من (نفس واحدة) ،،،،الآية )النساء
فالنفس التي علمها الله  في السماء كانت (نفس ادم عليه السلام ) ثم انشق منها نفس زوجته وذُرِّيَّتِهِ  ليكون الإنسان  لديه البيان والعلم في نفسه بالفطرة  من نفس آدم المتعلمة التي انشق منها جميع الأنفس ،،،،،،،،  
    - قال تعالى " خَلَقَ الْإِنسَانَ(3)عَلَّمَهُ الْبَيَانَ"الرحمن 
    - وقال تعالى"عَلَّمَ الْإِنسَانَ مَا لَمْ يَعْلَمْ"القلم 



ليولد الانسان على الفطرة بالبيان في نفسه.  فمحل (النفس) البشرية هي الصدر ومركز أدراكها وعلمها القلب كما جاء في بعض الروايات وقول على بن إلى طالب رضي الله عنه  ( ولنا بحث فيها منفصل) 



فالنفسً هي العالمة بالفطرة بمدلول الأشياء جميعها حيث خلقها الله في السماء كأنفس لتحمل الأمانة لتكون عالمة بالله وبالإيمان…الخ لتكون إجابتهم بالعلم في يوم الأشهاد عندما سألوا " الست بربكم " ،،، قالوا بلى.

.________________________________________________________________
&- خلقت حواء( كنفس) في السماء مع الأنفس لتكون هي زوجة لآدم عليه السلام
 ففي مرحله التصوير بقوله تعالى( خلقكم ثم صوركم) كانت هذه الواقعة في السماء بقول الله تعالى لآدم عليه السلام بأن يسكن هو وزوجته (الجنة )  وفي ذلك قال تعالى عن خلق النفس لحواء وكذلك خلق الانفس للبشر.



الشاهد:

 - قال تعالى ﴿يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن (نَّفْسٍ ) وَاحِدَةٍ (وخلق منها زوجها)  وَبَثّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيراً وَنِسَاء وَاتَّقُواْ اللّهَ الَّذِي تَسَاءلُونَ بِهِ وَالأَرْحَامَ إِنَّ اللّهَ كَانَ عَلَيْكُمْ رَقِيباً﴾ [النساء: 1].
 - وقوله :(هو الذي خلقكم. ثم صوركم) لخلق جميع الأنفس من النفس الواحدة لأدم 



الخلاصة :

خلقت الانفس في السماءً من نفس واحدة وهي (نفس آدم عليه السلام) ومن ثم كان خلق. حواء ( كَنَفْس ايضا في السماء)حيث انشقت من نفس ادم  وكذلك باقي البشر.
&- (خَلَقَكُم) مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ
&-وَخَلَقَ مِنْهَا( زَوْجَهَا)



ففي صحيح البخاري من حديث أبي هريرة قال: قال رسول الله صلى الله عليه و سلم: استوصوا بالنساء فإن المرأة خلقت من ضلع وإن أعوج شيء في الضلع أعلاه فإن ذهبت تقيمه كسرته وإن تركته لم يزل أعوج، فاستوصوا بالنساء. زاد ابن إسحاق (بتخريجه) اليسرى من قبل أن يدخل الجنة وجعل مكانه لحم. 

 يَا أَيُّهَا النَّاسُ اتَّقُواْ رَبَّكُمُ الَّذِي خَلَقَكُم مِّن نَّفْسٍ وَاحِدَةٍ وَخَلَقَ مِنْهَا زَوْجَهَا وَبَثَّ مِنْهُمَا رِجَالاً كَثِيرًا وَنِسَاء
.________________________________________________________________
ماذا قيل في في الكتاب المقدس:
والإنسان من صنع الله كبقية المخلوقات (تك 1: 26). وقد خلقه الله ذكرًا وأنثى (تك 1: 17، مت19: 4-6). وقد جبل الرجل أولًا ثم الأنثى (حواء Eve) (تك 2: 7، 20-23؛ 1 تيموثاوس2: 13). وقد جبله اله من تراب الأرض ونفخ في أنفه نسمة حياة (تك 2: 7). خلقه الله على صورته (تك 1: 26، 27). ويشير الرسول بولس إلى أن التشابه مع صورة الله هو في المعرفة والبر، قداسة الحق (أفسس4: 22، 23 وكولوسي3: 9، 10) . وقد وضع آدم في جنة عدن ليي جنة عدن ليعملها ويحفظها. وقد أمره أن يعطي الحيوانات أسماء (تك 2: 19). وقد صنع الله له معينًا نظيره إذ أخذ ضلعًا من أضلاعه وبناها امرأة وأحضرها إليه (تك 2: 21، 22). وقد أمره الله أن لا يأكل من شجرة معرفة الخير والشر لئلا يموت موتًا (تك 2: 16، 17) ولكنه تعدى الأمر . وطرد من جنة عدن (تك3: 17-19).



1 :27 فخلق الله الانسان على صورته على صورة الله (خلقه ذكرا و انثى خلقهم)

سفر التكوين' المقدس الاصحاح الاول 1 1 في البدء خلق الله السموات و الارض 1 2 و كانت الارض خربه و خاليه... من الارض و يسقي كل وجه الارض 2 7 و جبل الرب الاله ادم (ترابا) من الارض و (نفخ) في انفه (نسمه) حياه فصار ادم (نفسا)...
أنهم يظنونه أن كل عمل الحياة ينتهي بانفصال النفس عن الجسد‪[1193‬القديس يوحنا الذهبي



انتهي



.________________________________________________________________

ماهو الغرض من النفخ في النموذج الطيني المصور لأدم من بعد تسويته ؟؟؟
في قوله تعالى : " فَإِذَا سَوَّيْتُهُ ( وَنَفَخْتُ فِيهِ مِن رُّوحِي ) فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ (72)ص
._______________________________________________________________
" كانت تلك النفخة في النموذج لآدم لسببين :-
١ -  لخلق (الروح) لآدم والارواح للبشر جميعا 
٢ - وايضا لخلق ( النفس ) لأدم  وكذلك جميع الأنفس للبشر. 
الشاهد:: 
قال تعالى:"وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ (فَمُسْتَقَرٌّ) وَ(مُسْتَوْدَعٌ) قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ (لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ)"الأَنْعَام
في قوله تعالى ،،،" الذي أنشأكم " ، 
يعني: الذي ابتدأ خلقكم من غير شيء، فأوجدكم بعد أن لم تكونوا شيئًا،،،
معنى : " من نفس واحدة "، يعني: من آدم 



- في تفسير القرطبي: لقوله تعالى " أَنشَأَكُمْ مِنْ (نَفْسٍ وَاحِدَةٍ ) فَمُسْتَقَرٌّ وَمُسْتَوْدَعٌ"

قال سعيد بن جبير: قال لي ابن عباس (هل تزوجت) ؟ قلت: لا فقال:إن الله عز وجل يستخرج من ظهرك ما استودعه فيه   وروي عن ابن عباس أيضا أن المستقر من خلق, ((( والمستودع من لم يخلق))) ; ذكره الماوردي‪.‬
وعن ابن عباس أيضا: (((ومستودع عند الله))).
    قلت: وفي التنزيل "ولكم في الأرض مستقر ومتاع إلى حين" [البقرة: 36] ( انتهى)



 - وعن سعيد بن جبير  في قوله : " فمستقر ومستودع " قال : مستودعون ، ما كانوا في أصلاب الرجال . فإذا قروا في أرحام النساء أو على ظهر الأرض أو في بطنها ، فقد استقروا



- وعن عبيد الله بن محمد الفريابي  قال : حدثنا ضمرة بن ربيعة  ، عن العلاء بن هارون  قال : انتهيت إلى منزل إبراهيم  حين قبض ، فقلت لهم : هل سأله أحد عن شيء ؟ قالوا : سأله عبدالرحمن بن الأسود عن : " فمستقر ومستودع " فقال : أما " المستقر " فما استقر في أرحام النساء " والمستودع " ما في أصلاب الرجال



النتيجة:

قول ابن عباس هل تزوجت؟
ويأتي معناها في كيفية تزاوج (الارواح مع الابدان )
قال تعالى : {وَمِن كُلِّ شَيْءٍ خَلَقْنَا زَوْجَيْنِ لَعَلَّكُمْ تَذَكَّرُون} الذاريات
لعلكم تذكرون : اي للإنسان أَيْ صِنْفَيْنِ وَنَوْعَيْنِ مُخْتَلِفَيْنِ  ومعناها الصحيح ( الزوج والروح التي تحييه)



الشاهد:

1- خلق الارواح : ومستودعها في السماء( وهو روح القدس) :  
ليأتي بها الروحاني لينفخها في الرحم لتحيا النفس وتكتمل في النطفة.( أرسلنا اليها روحنا) (فتمثل لها بشرا سويا)
  
٢- خلق الانفس : ويكون مستقرها مع بذرة خلق الجسد
،،،  ليأتيا بالذر عبر الآباء في النطفة



النتيجة :

 قال تعالى:"وَهُوَ الَّذِي أَنشَأَكُمْ مِنْ نَفْسٍ وَاحِدَةٍ (فَمُسْتَقَرٌّ) وَ(مُسْتَوْدَعٌ) قَدْ فَصَّلْنَا الْآيَاتِ (لِقَوْمٍ يَفْقَهُونَ)"الأَنْعَام



قسم الله تعالى النفخة الى شقين ليكون منها:

-  (المستودع بالسماء) ،،، لتكون هي (الأرواح) للخلق
- ومنها (المستقر بالأرض) لتكون هي (النسم) المنقولة بالذر مع بذرة خلق الجسد ( لتكتمل النفس من بعد إحياءها بالروح  بنفخة الملك )  لتكون نفسا مكتمله من بعد النفخ فيها لأحياءها 
قال تعالى" إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدم خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ (كُنْ فَيَكُونُ) (59)"آل عمران 
الشاهد : ( امر كن ) لخلق الجسد مثل قوله تعالى (وكلمته القاها الى مريم ) 
- فكلمه الله( كن )التي (القاها الى مريم) وهي امر الله في تخليق الجسد 
- ثم قوله  (وروح منه) لخلق الروح بالنفخ في الكلمة المسؤله عن تخليق الجسد( وهي النفس مع بذره خلق الجسد).



الشاهد:

قال تعالى : "إنما المسيح عيسى ابن مريم رسول الله (وكلمته القاها) الى مريم (وروح منه) "
من النص السابق تنقسم الاوامر الآلهية لخلق الانسان الى أمرين :         
امر الله (بالكلمة)وكلمة الله كن ، وأمر الله (بالنفخ) ،،، وذلك على النحو التالي: 



١ - امر الله المحكم  في الخلق بكلمه الله " كن"  :

وذلك مثل قوله تعالى" إِنَّ مَثَلَ عِيسَى عِنْدَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدم خَلَقَهُ مِنْ تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ (كُنْ فَيَكُونُ) (59)"آل عمران 
- خلق الله الاجساد المستنبتة من التراب في الأرض  من بذرة عجب الذنب بكلمة " كن" 
-  ثم خلق الله الصورة " النفس " كنموذج من الطين (ونفخ فيه) لتحيا النفس بالنفخة فيها (بالروح)
- ثم يأتيا سويا (البذرة) لخلق الجسد بكن مع النفس ( بعد النفخ فيها بالروح ) ليأتيا بالذر عبر الآباء  لتنتقل الذرية  وذلك كقوله تعالى: (وكلمته القاها الى مريم ) وذلك لخلق الجسد ثم يأتي الملك لينفخ في الكلمة ليحيها وكذلك قوله تعالى :" إِنَّ مَثَلَ عِيسَىٰ عِندَ اللَّهِ كَمَثَلِ آدَمَ ۖ خَلَقَهُ مِن تُرَابٍ ثُمَّ قَالَ لَهُ كُن فَيَكُونُ "



٢ - أمر الله بالنفخ ( الروح):  

وذلك مثل قوله تعالى: "،،،، (وَنَفَخْتُ فِيهِ) مِن رُّوحِي فَقَعُوا لَهُ سَاجِدِينَ " ،
- النفخ في اللغة جاء بمعني الروح، والنفخ سمي روحا لأنه ريح يخرج من الروح ( عبر الروحانيين) 
 - فالروح من شرع الله ،،،،،، اي امر من أوامر الله وشرعه،  ولكنه يأتي عبرالنفخ من الروحانيين الموكلون على  النفخ لأمر الله،،،  
كأسرافيل الموكل (بالنفخ) في الصور وكروح القدس بقوله تعالى ( أرسلنا اليها روحنا فتمثل لها بَشَرا سويا) (لينفخ) في (الكلمه) برحم مريم لأحياءها ليكون عيسى عليه السلام ،،، وكذلك (الروح الأمين) الذي ينفث ( النفث يعد أقل من النفخة ) حيث ينفث بالإيحاء والرحمة ،،الخ 
حيث تتمثل وظيفة الروحانيين  جميعا في النفخ لأوامر الله :
  (كنفخه الروح) لإحياء الأنسان في الرحم  او (كالنفخ في الصور) لإسرافيل بقيام الساعة (وكنفخة الإيحاء) من جبريل ألذي يعد نفث اقل من النفخة لبث كلام الله بالإيحاء ،،، (وكنفخة الرحمه) من الروح الأمين ( لا تيأسوا من روح الله) حيث يعد نفث اقل من النفخة وكذلك (نفخه الأحياء) كالنفخ في كل كائن حي لأحياءه بالروح من نبات وحيوان وخلافه.
  
ولمعرفة ان الروح بأنه امر من أوامر الله وشرعه  ولكنه يأتي عبر النفخ:
-  قال تعالى ( قل الروح من امر ربي ) 
- وقوله" يلقى الروح من (( أمره )) 
- "وقوله"وَكَذَلِكَ أَوْحَيْنَا إِلَيْكَ رُوحًا مِنْ (( أَمْرِنَا ))
.____________________________________________________________



&- كان سكن آدم  في جنة السماء كما ذكر النص الشرعي( الجنة) وكذلك كان الجزاء على معصيته،

وكذلك وجود الملائكة عند سجودهم لآدم وعصيان أبليس بقوله تعالى:
- (وَقُلْنَا يَاآدَمُ اسْكُنْ أَنْتَ وَزَوْجُكَ (الْجَنَّةَ) وَكُلَا مِنْهَا رَغَدًا حَيْثُ شِئْتُمَا وَلَا تَقْرَبَا هَذِهِ الشَّجَرَةَ فَتَكُونَا مِنْ الظَّالِمِينَ).
- وقال تعالى:،،،، فَلَمَّا( ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا) وَطَفِقَا يَخْصِفَانِ عَلَيْهِمَا مِنْ وَرَقِ الْجَنَّةِ وَنَادَاهُمَا رَبُّهُمَا أَلَمْ أَنْهَكُمَا عَنْ تِلْكُمَا الشَّجَرَةِ وَأَقُلْ لَكُمَا إِنَّ الشَّيْطَانَ لَكُمَا عَدُوٌّ مُبِينٌ {الأعراف: 22} 



الشاهد:

في قوله تعالى(فَلَمَّا ذَاقَا الشَّجَرَةَ بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا) ارتبط (مذاق) الشجرة بظهور السوءه لآدم وحواء.بقوله تعالى (بَدَتْ لَهُمَا سَوْآَتُهُمَا) بمعنى " لما أكلا من الشجرة بدت لهما سؤاتهما " فقد يكون مايتبعه الاكل من تلك الشجرة المنهى عنها بعمل الأخراج  ،،، وهذا لا يتناسب مع الجنة الذي يعد الترشيح بالعرق هي وسيلة للأخراج للإنسان في الجنة ، ففي صحيح مسلم من حديث أبي الزبير عن جابر قال :
قال رسول الله صلى الله عليه وسلم:"يأكل أهل الجنة ويشربون ولا يمتخطون ولا يتغوطون ولا يبولون طعامهم ذلك جشاء كريح المسك يلهمون التسبيح والتكبير كما تلهمون النفس" ورواه أيضا من رواية طلحة بن نافع عن جابر وفيه قالوا: فما بال الطعام قال:"جشاء ورشح كرشح المسك يلهمون التسبيح والحمد"



.________________________________________________________________

ماذا قال اهل الكتاب عن آدم وحواء
، 13لأَنَّ آدَمَ جُبِلَ أَوَّلاً ثُمَّ حَوَّاءُ، 14وَآدَمُ لَمْ يُغْوَ لَكِنَّ الْمَرْأَةَ أُغْوِيَتْ فَحَصَلَتْ فِي التَّعَدِّي،) تيموثاوس الأولى 2: 9-14 فيتهمونها بأنها هي التي أخطأت في أكل الشجرة وليس آدم ‪: ‬
(12فَقَالَ آدَمُ : «الْمَرْأَةُ الَّتِي جَعَلْتَهَا مَعِي هِيَ أَعْطَتْنِي مِنَ الشَّجَرَةِ فَأَكَلْتُ».) تكوين 3: 12  
انتهى
END
-------------------------------------------------------------
خروج آدم وزوجته وذريته من جنة السماء والهبوط الى الأرض 
-------------------------------------------------------------
قال تعالى:
 " قَالَ اهْبِطَا مِنْهَا (جَمِيعًا) بَعْضُكُمْ لِبَعْضٍ عَدُوٌّ فَإِمَّا يَأْتِيَنَّكُمْ مِنِّي هُدًى فَمَنْ اتَّبَعَ هُدَايَ فَلَا يَضِلُّ وَلَا يَشْقَى (طه). 



الشاهد:

 قال البخاري: حدثنا قتيبة، حدثنا أيوب بن النجار، عن يحيى بن أبي كثير، عن أبي سلمة، عن أبي هريرة، عن النبي - صلى الله عليه وسلم قال: 
« حاجَّ موسى آدم عليهما السلام فقال له: أنت الذي (أخرجت الناس بذنبك من الجنة) وأشقيتهم. قال آدم: يا موسى أنت الذي اصطفاك الله برسالاته وبكلامه، أتلومني على أمر قد كتبه الله علي قبل أن يخلقني، أو قدره علي قبل أن يخلقني. قال رسول الله صلى الله عليه وسلم : فحجَّ آدم موسى»
وقد رواه مسلم، عن عمرو الناقد، والنسائي، عن محمد بن عبد الله بن يزيد، عن أيوب بن النجار به...



النتيجة:

قال تعالى" وإذ قال ربك للملائكة إني جاعل في الأرض خليفة قالوا أتجعل فيها من يفسد فيها ويسفك الدماء ونحن نسبح بحمدك ونقدس لك قال إني أعلم ما لا تعلمون ".. 
فكان هذا القرار الآلهي في مرحله قبل اختيار ادم كبشر لتحويله الى أنسان وهذا ظاهر من موقف الملائكه منه



-------------------------------------------------------------

مرحلة هبوط آدم من الجنة وهي مرحلة ( التزاوج بين نفس آدم وجسده)وذلك كقوله "وإذا النفوس زوجت"'،اي زوجت بالأبدان 
-------------------------------------------------------------
(فالآنفس ) مخلوقة بالسماء بالنفخةً لتلتحق بالجسد بالذر و(جسد آدم ) ملقى على الأرض ليتم التزاوج بينهم



ليحمل آدم الآمانة لجميع البشر (كآنفس ) ليتم نقلهم بعد ذلك مع الذر عبر الآباء بالذرية لتكون النفس (النسمة) هي المستقر المنقولة بالذرية عبر الآباء،،  حيث تأتي الروح  من السماء لتنفخ في النطفة لتحي النفس بداخلها



- وفِي الحديث  قال صلى الله عليه وسلم- ،،،فإنه ليست نفس مخلوقة إلا الله خالقها. (وفي رواية)، فقال: وإنكم لتفعلون، وإنكم لتفعلون، وإنكم لتفعلون؟ ما من نسمة كائنة إلى يوم القيامة إلا هي كائنة)) مسلم والنسائي، وابن مند والبخاري.



الشاهد:

في قوله تعالى "ولقد خلقناكم ثم صَوَّرْنَاكُمْ "الاعراف 
خلق الله تعالى (الأجساد في الارض) و ( الانفس في السماء) ليتم التزواج بينهما
ليكون آدم هو الحامل للذر من الاجساد والأنفس ليبثهم عبر الذر ويأتي دور حواء ودورها في البث



الخلاصة : 

نزول أدم من السماء (  كَنَفْس ) لتتزاوج نفسه مع (جسده) المنجدل  في الطين  بالأرض 
لتبدأ مرحلة تطويره من حالة البشر الى(جعله) إنسان حاملا الأمانه (النفس) مع كافة الانفس التي انشقت منه
.________________________________________________________________
بقلم المستشار محمد مجدي رياض عبدالمنعم ادريس ( ابو عبدالله) من ابناء المدينة الجوية

تعليقات

المشاركات الشائعة من هذه المدونة

معنى قوله تعالى : "يفرقون بين المرء وزوجه"

من اسرار القرآن الكريم والانجيل الحور العين

إيضاح البيان لأسرار القرآن عن معرفة المحكم والمتشابه وسر الحروف المقطعة